responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 175
"زافرٌ"، وإليه تُنْسَب "الزافريّة"، و"الزافرُ" من "زَفرَ" الحِمْلَ "يَزْفِرُه" إذا حمله. و"قُثَمُ" معدول عن "قاثمٍ" عَلَمًا، وهو منقول من "القاثم"، وهو اسمُ الفاعل من "قَثَمَ" إذا أَعطَى كثيرًا. و"زُحَلُ" معدول عن "زاحلٍ"، سُمّي بذلك لبُعْده. فهذه الأسماءُ كلّها معدولة. ألا ترى أن ذلك ليس في أُصول النكرات. و"فُعَل" يأتي على ضروبٍ منها ما ذكرناه من المعدول، ومنها أن يجيء جنسًا، نحوَ "صُرَدٍ"، و"نُغَرٍ"، و"سُبَدٍ" لطائر. ويجيء صفةٌ كـ "حُطَمٍ". قال الشاعر [من الرجز]:
105 - قد لَفَّها الليلُ بسَوّاقٍ حُطَمْ
و"زُفَر" من قوله [من البسيط]:
يَأْبَى الظُلامةَ منها النَّوْفَلُ الزُّفَرُ (1)
ويجيء جمعًا نحوَ "ثُقْبَةٍ"، و"ثُقَبٍ"؛ و"رُطْبَةٍ"، و"رُطَبٍ". فلو سُمّي بشيء من ذلك لانصرف، لأنه منقولٌ من نكرة. واعتبارُ العدل من ضروب "فُعَلَ" بامتناعِ الألف واللام منه. وعرفنا أنّة معدول أنّه ورد في اللغة غيرَ منصرفَ، وليس فيه من موانعِ الصرف سوى التعريف. وكان "عُمَرُ" علمًا معدولاً عن "عامِرٍ" وصفًا، وهو مصروفٌ على أصلِ ما ينبغي أن يكون عليه الأسماءُ، و"عُمَرُ" لفظةٌ من لفظِ "عامر"، وهو غيرُ مصروف، فعُلم أن سببه مع التعريف كونُه مغيَّرًا عنه.

105 - التخريج: الرجز لرشيد بن رميض في الأغاني 15/ 199، 200؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص355؛ وللأغلب العجلي في الحماسة الشجرية 1/ 144؛ وله أو لأبي زغيبة الأنصاري في شرح أبيات سيبويه 2/ 286؛ وله أو لأبي زغبة الخزرجي أو لرشيد بن رميض في لسان العرب 12/ 139 (حطم)؛ ولأبي زغبة الخزرجي أو للحطم القيسي في لسان العرب 12/ 82 (خفق)؛ وبلا نسبة في أساس البلاغة (حطم)؛ وجمهرة اللغة ص830؛ وسمط اللآلي ص 59؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص 39؛ والمقتضب 1/ 55، 3/ 323.
اللغة: الحُطَم: الشديد السَّوق، كأنه يحطم ما مرَّ عليه لشدة قسوته، والضمير في (لفّها) يعود إلى إبل يصفها، ولَفَّها معناه جمعها.
المعنى: لقد جمع الليل هذه الإبل بسوَّاقٍ شديد عنيف.
الأعراب: "قد" حرف تحقيق "لفها": فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"ها": مفعول به."الليلُ": فاعل مرفوع."بِسَوَّاق": جار ومجرور متعلقان بـ"لفَّها"."حُطَم":صفة لـ"سواق" مجرورة وعلامة جرها الكسرة، وسكنت للضرورة.
وجملة "لفها الليل": ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه: وصف "سَوَّاقٍ" بـ "حُطَم" لأنه نكرة، وليس معدولًا عن "حاطم", لأن "فُعَل" لا يُعْدل عن "فاعل" إلا في باب المعرفة نحو: عُمَر، وزُفَر.
(1) تقدم بالرقم 82.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست