اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 441
بيض حرائر ما هممن بريبة .. كظباء مكة صيدهن حرام
فهذه معانيها في لغة العرب، كلها معان شريفة كريمة نبيلة، فلما جاء الإسلام جعل لها أشرف منازل الدين وأسماها، وجعل حقيقة كلمة التوحيد وشعار الإسلام يدور على معاني الحرية بمفهوم أشمل وأعمق، فكان دعوة لتحرير الإنسان والإنسانية من كل أشكال العبودية لغير الله!
فحين نتحدث عن الحرية فإننا نتحدث عن إنسانية الإنسان، وبقدر نقص حريته بالاسترقاق والاستعباد، أو نقص كرامته بالظلم والاضطهاد، تنقص إنسانيته شيئا فشيئا حتى يخرج عن حد التكليف!
ومن هنا كان للحرية في الإسلام مكانها الأسمى حيث ستكون قطب الرحى في مراتب الدين الثلاث (الإسلام - الإيمان - الإحسان)!
فالحرية لها مفهومها الشمولي في الإسلام يمتد بامتداد مفهوم الإنسانية - من الإنسان الفرد، إلى الإنسان المجتمع، حتى يصل إلى الإنسان الأمة والدولة - حتى تبلغ درجة الكمال البشري الذي استحق بها الإنسان التكريم كفرد، والاستخلاف في الأرض كأمة.
أنواع الحرية في الإسلام:
وعليه فللحرية مستوياتها ولها مجالاتها وتجلياتها ومن ذلك:
المستوى الأول: الحرية الفردية:
وتعني حرية الفرد ما يلي:
1 - أن لا يكون مملوكا لغيره في نفسه وتصرفه، فالحر هنا يقابل العبد المملوك بنفسه، والمكاتب المملوك بتصرفه، فهذا انتقاص من ملكية الإنسان لذاته وهو أصل الحرية، وهو ما يعبر عنه الفقهاء (الأصل في الإنسان الحرية) و (الشريعة تتشوف للحرية والعتق)،قال شيخ الإسلام ابن تيمية (إِنَّ الْأَصْلَ فِي النَّاسِ الْحُرِّيَّةُ) [1].
2 - وأن لا يكون مجبورا على فعل شيء مكرها، فالإكراه عدوان على الإرادة الإنسانية، وهو انتقاص لحرية اختياره، وهو مناط التكليف، فالحر هنا يقابل المجبر، وبقدر [1] - مجموع الفتاوى (32/ 205)
اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 441