responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 238
كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَانْتَهُوا، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ، فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» [1].
فإن كانت الظروف لا تساعد حتى على تحقيق هذا الهدف في ذلك القطر، فلا يتعطل المصلحون عن الدعوة فيه إلى تحقيق ما يمكن من الإصلاح السياسي الجزئي، بتحقيق ما يمكن من العدل، وصيانة الحرية، ودفع الظلم، وحماية مصالح شعوبهم وحقوقها، حتى لو كانوا خارج السلطة، أو في ظل حكومة غير شرعية، من خلال الوسائل المتاحة إن كان بالإمكان الإصلاح من خلالها، كالعمل السياسي السلمي، ودخول مجالس الشعب، والوصول إلى الأمة من خلال كل الوسائل، كالنقابات العمالية والمهنية لدعوتها وتحريكها .. الخ،
أو من خلال تحضير الأمة وإعدادها للثورة الشعبية العامة إن كان ذلك ممكنا، لبسط يدها، ونفوذ إرادتها.
أو من خلال إعداد العدة والشوكة والعصبية القادرة على التغيير بالقوة، ورفع الظلم والطغيان عن الأمة حال عجزها وضعفها، ورد الأمر إليها، وإعدادها لتحكم نفسها ينفسها.
والمقصود أن لا يحصر المصلحون وسائل التغيير المشروعة، ولا يحجروا على الأمة واسعا، ما دامت النصوص الشرعية قد جاءت بذلك كله، وتركت الأمر للمكلفين بفعل المقدور لهم من ذلك، كما في حديث عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ»،قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: «لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» [2].
وحديث عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا أَصْلَحَكَ اللهُ، بِحَدِيثٍ يَنْفَعُ اللهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،فَقَالَ: دَعَانَا

[1] - صحيح ابن حبان - مخرجا (1/ 198) (18) صحيح
[2] - صحيح مسلم (3/ 1481) 65 - (1855)
اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست