responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 20
المبحث الخامس
الأحكام الكونية والقدرية والشرعية للثورات العربية
بدأت الأنظمة العربية اليوم بالاستنفار، بعد الذهول الذي أصابها منذ سقوط شؤمهم الرئيس التونسي، ثم سقوط طاغيتهم حسني، وبدأوا بالتخطيط لمواجهة هذه الثورات التي تعصف بالمنطقة، وقد بدأت حربهم الإعلامية التي يقودها شيوخ دين مفتونون، وكتاب مأجورون، تارة يحذرون من الثورة بدعوى الخوف من الفتنة والخوف على الدماء والأعراض، التي لم تحقن ولم تصن في ظل الأنظمة الإجرامية والطاغوتية التي يدافعون عنها، والتي بقاؤها في حد ذاته فتنة في الأرض وفساد كبير، فكم سُفك على أيدي الطغاة من دم حرام، وكم انتهكوا من عرض حرام، وكم سجنوا من مظلوم، وكم هجروا من طريد، وكم فتنوا في دينه من مؤمن لا لسبب إلا لأنه يدعو إلى تحكيم كتاب الله، حتى بلغ السجناء من الدعاة في سجون الطغاة في عالمنا العربي مئات الآلاف ظلما وعدوانا- بلغ عدد من تعرضوا للسجن والتعذيب في ظل حكم طاغوت مصر نحو مليون إنسان - فأي فتنة أشد من هذه الفتنة؟ وقد أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه حين تعرضوا للأذى بمكة بالهجرة للحبشة وعلل ذلك بقوله (إِنَّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَلِكًا لَا يُظْلَمُ أَحَدٌ عِنْدَهُ فَالْحَقُوا بِبِلَادِهِ حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ لَكُمْ فَرَجًا وَمَخْرَجًا مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ)! (1)
وتارة يثير أولئك الدجالون الشك في الثورات التي جرت في تونس ومصر وليبيا، وأنها من ترتيب الماسونية، ووراءها أمريكا، وكأن الماسونية وأمريكا في حاجة إلى من هو أكثر إخلاصا من الرؤساء والأمراء العرب الحاليين لتنفيذ مخططاتهم!
-----------
إن هذه الثورات هي ثورات ضد الظلم والطغيان والفساد، ولله فيها أحكام كونية قدرية، وأخرى خبرية، وثالثة شرعية تكليفية، ومن أدركها وفقهها ازداد يقينا بعد هداية، واستبصر بعد عماية، واستهدى بها بعد غواية:

(1) - (انظر الخبر بطوله في المسند الجامع (4/ 530) (3191) ودلائل النبوة للبيهقي محققا (2/ 301) وهو صحيح
اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست