اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 19
قَصْدِهِمْ بِالرَّمْيِ أَكَانَ لِحَاجَةِ إلَيْهَا إذْ لَيْسَ لَهُمْ غَيْرُهَا؟ أَمْ كَانَ لِمَعْنًى فِيهَا؟ وَمَنْ كَرِهَ الرَّمْيَ بِهَا كَرِهَهُ لِمَعْنًى لَازِمٍ كَمَا يَكْرَهُ الْكُفْرَ وَمَا يَسْتَلْزِمُ الْكُفْرَ أَمْ كَرِهَهَا لِكَوْنِهَا كَانَتْ مِنْ شَعَائِرِ الْكُفَّارِ فَكَرِهَ التَّشَبُّهَ بِهِمْ؟.وَهَذَا كَمَا أَنَّ الْكُفَّارَ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى إذَا لَبِسُوا ثَوْبَ الْغِيَارِ مِنْ أَصْفَرَ وَأَزْرَقَ نُهِيَ عَنْ لِبَاسِهِ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّشَبُّهِ بِهِمْ وَإِنْ كَانَ لَوْ خَلَا عَنْ ذَلِكَ لَمْ يُكْرَهْ وَفِي بِلَادٍ لَا يَلْبَسُ هَذِهِ الْمَلَابِسَ عِنْدَهُمْ إلَّا الْكُفَّارُ فَنُهِيَ عَنْ لُبْسِهَا وَاَلَّذِينَ اعْتَادُوا ذَلِكَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ لَا مَفْسَدَةَ عِنْدِهِمْ فِي لُبْسِهَا." (1)
ومعلوم أنّ الصناعات والتنظيمات الإدارية - على سبيل المثال - التي أنشأها غير المسلمين، قد تصير وسائل لإنكار المنكر، والدعوة إلى الله تعالى، والإصلاح، ومن ذلك إصلاح النظام السياسي، وفي هذا العصر السريع التطور، قد تداخلت الوسائل الإدارية، والمادية التي تنظم شؤون الناس بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، ولا يكاد شيءٌ منها يختص بجنس من البشر حتى يقال أنه من عمل الكفار دون المسلمين!
ولهذا تجد المانعين لبعض وسائل تقييد السلطة، ومحاسبتها، كالمظاهرات السلمية، محتجين بأنها تشبُّه بالكفار! لابد أن يتناقضوا تناقضاً بيناً، فهم يستعملون من الوسائل الحادثة ما لايُحصى كثرة، ويجيزونه في وسائل الدعوة _ مثلا _ فإذا جاءت وسائل الحسبة على السلطة التي هي أعظم نفعا، وأوسع فائدة لأهل الإسلام حظروها، وحاربوها أشدّ الحرب؟!!
- - - - - - - - - - - -
(1) -[مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية- دار الوفاء 17/ 487]
اسم الکتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 19