السجود، ويتم السجود ولا يتم الركوع [1].
ثانياً: الخشوع في الصلاة له فضائل عظيمة، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن من صلى ركعتين لا يحدّث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه [2]، وأن من أحسن الوضوء ثم صلَّى ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة [3]، وجاء في القرآن الكريم أن الفوز والفلاح، والسعادة في الدنيا والآخرة للخاشعين في صلاتهم [4]، وغير ذلك من الفضائل والفوائد العظيمة [5].
السبب السادس والأربعون: فهمُ وتدبُّر معاني أفعال الصلاة يجلب الخشوع فيها:
لا شك أن من تدبَّر معاني أفعال الصلاة خشع في صلاته، ومن ذلك تدبّر الأفعال الآتية:
أولاً: فهم وَتّدّبُّر معنى القيام في الصلاة، فقد قال الله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [6]، فإذا انتصب العبد قائماً لله في صلاته بين يديه سبحانه فليشاهد بقلبه قيُّوميته تعالى [7]، ويذكر أنه إذا أحسن هذا الوقوف في الصلاة في الدنيا سهُل عليه الوقوف أمام الله يوم القيامة، وإذا استهان بهذا الوقوف، ولم يُوفّه حقه شُدّد عليه الوقوف يوم القيامة [8]، ومن مقتضى هذا القيام أن يقبل على لله بقلبه وجسده، فلا [1] الأصبهاني في الترغيب والترهيب، برقم 1895، وتقدم تخريجه. [2] البخاري، برقم 136، ومسلم، برقم 246، وتقدم تخريجه. [3] مسلم، برقم 234، وتقدم تخريجه. [4] انظر: سورة المؤمنون: 1 - 2. [5] انظر: فضائل الخشوع في الصلاة. [6] سورة البقرة، الآية: 238. [7] انظر: كتاب الصلاة لابن القيم، ص117. [8] الفوائد لابن القيم، ص435.