اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 337
وفيه ما يدل على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سره ما شاهده من خور عود المشرك، وأنه لما وقع فيه سهم ليس فيه نصل وقع حتى انكشفت عورته، فكان ذلك مما أضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
-195 -
الحديث الثالث عشر:
[عن سعد وأبي بكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أدى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام)].
* في هذا الحديث من الفقه تحريم الانتساب إلى غير الوالد، وإن علا؛؟ لقول الله عز وجل: {واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق}.
* وفيه أيضًا أنه يشتد السخط على من انتمى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه، وهذا مما يدل على أنه يراد به الأب الأعلى، فلو قد انتمى منتمٍ إلى أب من الناس، وهو لا يعلم الحقيقة في ضد ذلك لم يكن داخلا في هذا الوعيد إن شاء الله، وذلك لأن ارتكاب الفاحشة إذا كان منها ما تعر له الأعراض وتنكس له الرؤوس وتخجل فيه الوجوه فإنما ذلك كله من أجل أن نتيجته أن يكون شخص لغير أبيه، فإذا سعى إنسان في أن ينتمي إلى غير أبيه راضيًا بأحوال أولاد الزنا فقد رضي من الدناءة وسقوط المنزلة بما ينافي أخلاق أهل الجنة.
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 337