اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 331
الشيطان سالكًا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك).
* في هذا الحديث من الفقه أن المؤمنين قد يكونون مختلفي الأحوال، ففيهم الرفيق وفيهم الشديد، وأن عمر رضي الله عنه كان قويًا شديدًا في الله عز وجل.
* وفيه أيضًا أن حالة الرفق التي لا تنزل إلى ضعف، فوق حال القوة التي تجاوز إلى عنف؛ لأن حالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل الحالات.
* وفيه أيضًا أنهن حين أحتجبن عند علمهن بدخول عمر، ضحك صلى الله عليه وسلم؛ وضحكة هذا فيما أرى سرور برفقه بهن، الذي بان مقداره بفرقهن من شدة عمر، وهو صاحبه وتبعه.
* وفيه أيضًا دليل على فضيلة عمر وشهادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له بأن الشيطان إذا رآه سالكًا فجًا سلك فجا غير فجه.
* وفيه أيضا أن عمر قال لهن لما احتجبن عند دخوله: (أتينني ولا تبهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!)، تعجبًا من جرأتهن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنهن أحسن الجواب في قولهن: (أنت أفظ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأغلظ) أي أننا نجترئ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا طمعًا في لطفه، وأنهن وصفن عمر رضي أدله عنه بأنه أفظ من رسول الله وأغلظ، وهذا النطق جمع لهن بين الاعتراف بشدة عمر وفضيلة رسول - صلى الله عليه وسلم -، فخرجن من القول مشكورات.
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 331