responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة    الجزء : 1  صفحة : 278
فكل موضع من البدن تنقطع الوصلة بينه وبين الدماغ يبطل حسه، ثم ركب العظام من خلق شديد قوي غير ملتوٍ غير ملتوٍ ولا متعجن ليكون داعمًا لهذا الجسد، وقائمًا فيه لينصبه ثم جعل فيه حركات تدور على حسب قيامه وقعوده وتثنيه، فلو لم تكن هذه العظام من ذلك الجسم الصلب لم يستتب للآدمي اعتدال؛ إلا أن هذه العظام لما كانت من جسم قوي لحاجتها إلى الحمل، وكانت تحتاج إلى رفعها وخفضها حقيقة جعل الله تعالى العظام فارغة الدواخل ليخف حملها، وتسهل الحركة فيها، ويبلغ المقصود بها إلا عظم الدماغ، فإنه خلقه من عظم متخلخل تنفذ فيه الأبخرة ولا يحتقن فيفسد الدماغ.
وجعل سبحانه وتعالى الحس في لسان الآدمي من أعلا الدماغ في ظاهر اللسان ليذوق الأطعمة، وما في باطنه من أسفل الدماغ، فلذلك يذوق الإنسان بظاهر لسانه دون أسفله، وإنما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الأشياء دون غيرها من أعضاء البدن لكونها أصوله وروابطه، وإلا ففي البدن زهاء خمسة آلاف حكمة تدل على صانعها، وتسبح الله عز وجل بلسان حالها ليلا ونهارًا.
وأما قوله: (والشر ليس إليك) فمعناه على قول: (ليس واصلا إليك من أحد). وعلى قول آخر: (إنه لا ينسب العبد شر نفسه إليه).
والقول الآخر: قال النضر بن شميل المازني: (أي ليس الشر مما يتقرب به إليك).
فلما قضي صلاته وأدى ما عليه كان حينئذ وقت ذكر حاجته قبل انصرافه من

اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة    الجزء : 1  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست