responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة    الجزء : 1  صفحة : 277
وقد تقدم شرحنا لمعنى قوله: {إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}.
وقوله: (وبذلك أمرت)، دليل أن لك قول صالح ونطق كريم فإنه لا يكون مقبولا حتى يكون قد أمر الله تعالى به.
وقوله: (ظلمت نفسي)، قد تقدم شرحه في أول هذا الكتاب ص 50 - 51
وقوله: (لبيك)، مأخوذ من الإقامة، وهو مصدر، وكذلك (سعديك) مصدر، وفيه: أنه لما قال: (وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض)، وكان قوله (فاطر السموات والأرض) موجبًا عليه الإقرار بموجد الخلق في العالم كله، فلما ركع وسجد أخذ في تفصيل تلك الجملة فقال حينئذ في الركوع: (اللهم لك ركعت)؛ وفي السجود (سجد وجهي للذل خلقه)، فآمن بأن خالق وجهه وشاق سمعه وبصره هو الفاعل بجملة الكون.
وقوله: (وخشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي)، أي خشع خشوع معترف، فإن كل واحدة من هذه شاهدة (على قدرة الله) فإن السمع والصر كل منهما فيه من الحاسة وعجائب الصنعة ما يدل من نظر إليها على قدرة صانعها، وكونها لا تستمسك إلا بإمداد إمساكه سبحانه وتعالى. وكذلك قوله: (مخي وعظمي وعصبي)، فإنه يعني أن المخ والعظم والعصب كل واحد من هذه غير الآخر، ولو كان كل واحد منهما من جنس الآخر لم يستقم للإنسان حياة، ولم تتأت له حركة، فإن (90/ ب) مخ الإنسان هو ينبوع حسه لأن الله عز وجل خلقه من أشرف الخلق وأنعمه، فهو شديد الحس لذلك؛ ثم إنه سبحانه وتعالى حصنه في دماغ الآدمي ليكون منبعثًا في الأعصاب إلى جميع أجزائه الحساسة،

اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست