responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيجاز في شرح سنن أبي داود المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 179
الثلاث فيجب فِعْلُها بكلّ حال، للأحاديث السابقة [1].
وتقدير الحديث: ليكن الاستجمار وترًا مع استيفاء الثلاث، فإنْ لم يحصل الإنقاء إلا بأربع -مثلاً- فيُستحبُّ الإيتار بخامس، فإنْ فعل الخامس فقد أحسن، وإن اقتصر على الأربع فلا حرج، هذا هو الصحيح في معنى الحديث، وذكر الخطابي [2] وجهًا آخر: أن معناه: إذا حصل الإنقاء بالثلاث أو بوترٍ بعدها فليقتصر على الإيتار، فإنْ زاد فلا حرج.
ووجهًا آخر: أنّ معناه: من ترك الاستجمار وعدل إلى الاستنجاء بالماء فلا حرج. وهذا فاسد، وقد احتجَّ به أصحابُ أبي حنيفة في أن الاستنجاء ليس بواجب [3]، إذا لم يزد الباقي على المحل على قَدْر درهم، وأجاب الجمهور بأن المراد نفي الحرج في ترك الإيتار كما هو ظاهر الحديث، لا في ترك أصل الاستنجاء.
وأما الإيتار في الاكتحال، فمعناه: في كل عينٍ وتر، وأفضلُه: في كل عين ثلاث، وفيه حديث صحيح [4].

[1] سبق إيضاح المسألة عند شرح الحديث المتقدم برقم (7)، انظر تعليقنا هناك.
(2) "معالم السنن" (1/ 25)، وهو منقول بالمعنى.
[3] سبق بيان مذهبهم في التعليق على (ص 99 - 100).
[4] أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 349) -ومن طريقه الترمذي (1757)، وفي الشمائل (ص 63) - وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 170)، عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عليكم بالإثمد؛ فإنه يجلو البصر وبنبت الشعر"، وزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت له مُكْحَلة يكتحل منها كل ليلة، ثلاثًا في هذه، وثلاثًا في هذه".
وأخرجه أحمد (1/ 354) وابن سعد (1/ 484) وابن أبي شيبة (8/ 22 و 599 - 600" وعبد بن حميد (573 - المنتخب) والترمذي (2048) وعلى إثر (1757) وفي "الشمائل" (49)، وابن ماجه (3499) وأبو يعلى (2694) =
اسم الکتاب : الإيجاز في شرح سنن أبي داود المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست