اسم الکتاب : التحبير لإيضاح معاني التيسير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 255
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= - صلى الله عليه وسلم - أمن ما خاف منه الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن العلة تدور مع المعلول وجوداً وعدماً، فبقيت السنة للجماعة لزوال العارض، فجاء عمر - رضي الله عنه -، أمر بصلاتها جماعة إحياء للسنة التي شرعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبهذا تعلم أن مفهوم البدعة لا ينطبق على فعل عمر - رضي الله عنه -.
ويقول ابن تيمية - رحمه الله -: أكثر ما في هذا تسمية عمر تلك بدعة مع حسنها، وهذه تسمية لغوية لا تسمية شرعية (أ).
الثالثة: احتج بعض الناس بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سنّ في الإِسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده, من غير أن ينقص من أجورهم شيء" على أن في الدين بدعة حسنة.
أما الحديث: عن جرير بن عبد الله قال: جاء ناسٌ من الأعراب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة, فحث الناس على الصدق, فأبطؤا عنه, حتى رؤي ذلك في وجهه.
قال: ثم إن رجلاً من الأنصار جاء بصرة من ورقٍ، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سن في الإِسلام سنة حسنة فعمل بها بعده, كتب له مثل أجر من عمل بها, ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإِسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء" (ب).
الرد على الشبهة الثالثة:
أقول: من سياق الحديث تعلم أن ما فعله الأنصاري إنما هو ابتداؤه الصدقة في تلك الحادثة، والصدقة مشروعة من قبل بالنص.
فالسنة الحسنة هي إحياء أمر مشروع أهمل الناس العمل به, ففي عصرنا الحاضر لو أن إنساناً أحيا سنة مهجورة يقال: أتى بسنة حسنة، ولا يقال أتى ببدعة حسنة.
والخلاصة: أن الحديث لا متمسك به لمن قال: أن في الدين بدعة حسنة.
الرابعة: حمل بعض الناس قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل بدعة ضلالة" على المعاصي التي نهى عنها الشارع الحكيم، مثل: الزنى، والسرقة, والقتل وغيرها. =
(أ) انظر كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية (ص 275 - 277).
(ب) أخرجه مسلم (4/ 2059 رقم 1017).
اسم الکتاب : التحبير لإيضاح معاني التيسير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 255