اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي الجزء : 2 صفحة : 527
75 - وعن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ثم ليتفل عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم)). رواه أبو داود. وسنذكر حديث عمرو بن الأحوص في باب خطبة يوم النحر إن شاء الله تعالى. [75]
الفصل الثالث
76 - عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن يبرح الناس يتساءلون، حتى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اليقين، أو قلة العلم بمعرفة صفات النفس وأخلاقها، أو متابعة الهوى بخرم قواعد التقوى، أو محبة الدنيا جاهها ومالها، وطلب الرفعة والمنزلة عند الناس؛ فمن عصم عن هذه الأربعة، يفرق بين لمة الملك ولمة الشيطان، ومن ابتلي بها لا يعلمهما ولا يتطلبهما – وإن كشف بعض الخواطر دون بعض – لوجود بعض هذه الأربعة دون البعض، وأقوم الناس بتمييز الخواطر أقومهم بمعرفة النفس، ومعرفة عشر المثال لا يكاد يتيسر إلا بعد الاستقصاء في الزهد والتقوى.
قال: واتفق المشايخ على أن من كال أكله من الحرام، لا يفرق بين الإلهام والوسوسة. قال أبو علي الدقاق: [من كان قوته معلوما، لا يفرق بين الإلهام والوسوسة].
الحديث الثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((الله أحد)) ((مظ)): يعني قولوا في رد هذه الوسوسة: الله تعالى ليس مخلوقا، بل هوأحد، و ((الأحد)) هو الذي لا ثاني ولا مثل له في الذات والصفة، و ((التفل)) إسقاط البزاق من الفم، أي ليلق البزاق من الفم ثلاث مرات، وهو عبارة عن كراهة الرجل الشيء ونفوره عنه، مراغما للشيطان، وتبعيدا له. و ((الاستعاذة)) طلب المعاونة من الله الكريم على دفع الشيطان الرجيم.
أقول: الصفات الثلاث منبهة على أن الله تعالى لا يجوز أن يكون مخلوقا، أما ((أحد)) فمعناه: الذي لا ثاني له ولا مثل، فإذا جعل مخلوقا لم يكن أحدا على الإطلاق؛ لأن خالقه أولى بالأحدية، والصمد هو السيد الذي يرجع الناس في أمورهم وحوائجهم إليه فيكون ذلك الخالق أولى منه ((ولم يولد)) تصريح في المنفي. ((ولم يلد، ولم يكن له كفوا أحد)) يناديان بأنه إذا لم يكن له الكفو الذي هو المساوي، والولد الذي هو دونه في الإلهية، فأحرى بأن لا يكون فوقه شيء، والفرق بين الواحد والأحد مر في الحديث السابع عشر من الباب الأول.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن أنس: قوله: ((لن يبرح)) ((غب)): برح ثبت في البراح، وهو المكان المتسع
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي الجزء : 2 صفحة : 527