responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 480
27_ وعن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من شهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبدُ الله ورسوله
وابنُ أمته وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنة والنار حق؛ أدخله الله الجنة
على ما كان من العمل). متفق عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث الرابع والعشرون عن عبادة: قوله: (من شهد أن لا إله إلا الله) (مح): هذا حديث
عظيم الواقع، وهو من أجمع الأحاديث المشتملة على العقائد؛ فإنه جمع فيه ما يخرج عنه جميع
ملل الكفر على اختلاف عقائدهم وتباعدها. قوله: (وأن عيسى) (قض): ذكر عيسى - صلى الله عليه وسلم - تعرضا
بالنصارى، وإيذانا بأن إيمانهم مع القول بالتثليث كفر محض، لا يخلصهم من النار. (شف):
ذكر (عبده) تعرضا بالنصارى في قولهم بالتثليث، وذكر (رسوله) تعريضا باليهود في إنكارهم
رسالته، وانتمائهم إلى ما لا يحل من قذفه وقذف أمه.
وأقول: كذا قوله: (وابن أمته) تعريض بالنصارى وتقرير لعبديته، أي هو عبدي وابن أمتى،
كيف ينسبونه إلى بالنبوة؟ وتعريض باليهود، براءة ساحته من قذفهم، والإضافة في (أمته) إذا
للتشريف، وعلى هذا تسميته بالروح، ووصفه بقوله: (منه) إشارة إلى أنه - صلى الله عليه وسلم - مقربه وحبيبه،
وتعريض باليهود وبحطهم من منزلته، وتنبيه للنصارى على أنه مخلوق من المخلوقات، روى أن
عظيما من النصارى سمع قارئا يقرأ: (وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه) قال: أفغير هذا دين
النصارى؟ يعنى هذا يدل على أن عيسى (عليه السلام) بعض منه. فأجاب على بن الحسين بن
واقد صاحب كتاب النظائر: إن الله تعالى يقول أيضا: (وسخر لكم ما في السموات وما في
الأرض جميعا منه) فلو أريد بقوله: (روح منه) بعض منه وجزء منه، لكان قوله ههنا:
(جميعا منه) معناه بعض منه أو جزء منه، فأسلم النصراني. ومعنى الآية أنه تعالى سخر هذه
الأشياء كائنة منه، وحاصلة من عبده، يعنى أنه مكونها وموجدها بقدرته وحكمته، ثم مسخرها
لخلقه.
قوله: (والجنة والنار حق) لعله - صلى الله عليه وسلم - ذكر الجنة والنار وأخبر عنهما بقوله: (حق) _ وهو مصدر _
للمبالغة في حقيقة، وأنهما عين الحق، كقولك: زيد عدل؛ تعريضا بالزنادقة، ومن ينكر
دار الثواب ودار العقاب.
ــــــــــــــــــ

اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 480
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست