responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 481
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(تو): الكلمة تقع على كل واحد من الأنواع الثلاثة: الاسم، والفعل، والحرف. وتقع على
الألفاظ المنظومة، والمعاني المجموعة تحتها، وبهذا تستعمل في القضية، والحكم، والحجة.
وبجميعها ورد التنزيل، وكأن الكلام أخذ من الكلم؛ فإن الكلم يدرك تأثيره بحاسة البصر،
والكلام يدرك تأثيره بحاسة السمع. وأما تسمية عيسى بالكلمة فإنه حجة الله تعالى على عباده،
أبدعه من غير أب، وأنطقه في غير أوانه، وأحيى الموتى على يده، والحديث في ذلك ذو
شجون، ولا يخفى على ذي اللب فهمه واستنباطه. وقد قيل: إنه سمى كلمة لكونه موجدا
بكن، وقيل: لما انتفع بكلامه سمى به، كما يقال: فلان سيف الله، وأسد الله. وقيل: لما
خصه الله به في صغره حيث قال: (إنى عبد الله آتانى الكتاب). وقوله: (ألقاها إلى
مريم) أي أوصلها إليها، وحصلها فيها. وأما تسميته بالروح فلما كان له من إحياء الموتى.
وقيل: لأنه روح وجسد من غير جزء من ذي روح، كالنطفة المنفصلة من الحى، وإنما اخترع
اختراعا من عند الله.
(قض): قوله: (أدخله الله الجنة على ما كان عليه من العمل) دليل على المعتزلة في مقامين:
أحدهما: أن العصاة من أهل القبلة لا يخلدون في النار؛ لعموم قوله: (من شهد) وثانيهما: أنه
تعالى يعفو عن سيئات قبل التوبة واستيفاء العقوبة، لأن قوله: (على ما كان عليه من العمل)
حال من قوله: (أدخله الله الجنة) كما في قولك: رأيت فلانا على أكل، أي آكلا. ولا شك أن
العمل غير حاصل، بل الحاصل حال إدخاله استحقاق ما يناسب عمله من الثواب والعقاب، ولا
يتصور ذلك في حق العاصي الذي مات قبل التوبة، إلا إذا أدخل قبل استيفاء العقوبة.
فإن قلت ما ذكرت يستدعى أن لا يدخل أحد النار من العصاة. قلت: اللازم منه عموم
العفو، وهو لا يستلزم عدم دخول النار؛ لجواز أن يعفو عن بعضهم بعد دخول، وقبل استيفاء
العذاب، وليس بحتم عندنا أن يدخل النار أحد، بل العفو عن الجميع بموجب وعده حيث
قال: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقال (يغفر الذنوب
جميعا). مرجوا. أقول: إن التعريف في العمل للعهد، والإشارة به إلى الكبائر، والدليل
عليه أمثال قوله: (وإن زنى وإن سرق) في حديث أبي ذر، وقوله: (على ما كان عليه) حال، كما
في قول الحماسي:
فو الله أنسى قتيلا رزينة ... بجانب قوسى ما مشيت على الأرض
على أنها تعفو الكلوم وإنما ... يوكل بالأدنى وإن جل ما يقضى
قال أبو البقاء: على وما يتصل بها حال، أي ما أنسى بهذا الرزء في حال الكلوم، أي حال
مخالف لحال غيري في استدامة الحزن؛ فالمعنى من يشهد أن لا إله إلا الله يدخل الجنة في حال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 481
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست