responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 478
26_ وعن أني ذر قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعليه ثواب أبيض، وهو نائم، ثم
أتيته وقد استيقظ، فقال: (ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك؛ إلا
دخل الجنة) قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق؟! قال: (وإن زنى
وإن سرق على رغم أنف أبيي ذر). وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف
أبي ذر. متفق عليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثواب، وقد جعل الحق وسيلة إلى نيل ذلك المطلوب. الثانية: أن يعبد الله لأجل أن يتشرف
بعبادته، أو يتشرف بقبول تكاليفه أو يتشرف بالإسناد إليه، وهذه الدرجة أعلى من الأولى،
إلا أنها ليست بخالصة؛ لأن المقصود بالذات غير الله تعالى وهذا هو المسمى بالعبودية. الثالثة:
أن تعبد الله لكونه إلها وخالقا، ولكونك عبدا له، والإلهية توجب الهيبة والعزة، والعبودية
توجب الخضوع والذلة، وهذا أعلى المقامات، وأشرف الدرجات، وهذا هو المستحق بأن يسمى
العبودة، وإليه الإشارة بقول المصلى في أول الصلاة: أصلي لله، فلو قال: أصلى لثواب
الله، أو للهرب من عقابه، بطلت صلوته، فالعبادة للعوام من المؤمنين، والعبودية للخواص
الموقنين، والعبودة لخاص الخاص [من المقربين]. وقيل: العبادة لمن له علم اليقين،
والعبودية لمن عين اليقين، والعبودة لمن له حق اليقين. ولعمرى! ما أظلت الخضراء وأقلت
الغبراء على من يفي بهذا الأمر، ويستقيم على هذا الحكم.
وقال في آخر حديث معاذ: (وحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم) وفيه إشارة إلى
أن هذا لا يستعقب إلا دفع العقاب، وسقوط العذاب عنهم، أما حصول الدرجات السنية والمراتب
العلية التي يتنافس فيها المتنافسون فلا يصل إليها إلا العاملون، ولا يشرب من عيونها العذبة إلا
المقربون، فالشقي يستصعبها، والسعيد يسعى إليها.
الحديث الثالث والعشرون عن أبي ذر: قوله: (وعليه ثوب أبيض) قال الشارحون: ليس هذا
من الزوائد التي لا طائل تحتها، بل قصد الراوي بذلك أن يقرر التثبت والإتقان فيما يرويه في
آذان السامعين؛ ليتمكن في قلوبهم. (خط): قوله: (ثم مات على ذلك) إشارة إلى الثبات على
الإيمان حتى يموت، احتراز عمن ارتد ومات عليه، فحينئذ لا ينفع إيمانه السابق. وقوله: دخل
الجنة) إشارة إلى أن عاقبته دخول الجنة، وإن كان له ذنوب جمة، أو ترك من الأركان شيئا،
ـــــــــــــــــــــــ

اسم الکتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن المؤلف : الطيبي    الجزء : 2  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست