فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن - الغمري، نبيل

اسم الکتاب : فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن المؤلف : الغمري، نبيل الجزء : 1 صفحة : 474

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= لم تكن معه حياة، قال: ويقال: الأبهر الوتين، وهو في الفخذ: النسأ، وفي الساق: الصافن، وفي الحلق: الوريد، وفي الذراع: الأعجل، وفي العين: الناظر، وهو نهر الجسد. اهـ.
قال أبو عاصم: وفي الحديث سؤالان لم أجد من تعرض للإجابة عنهما:
الأول: ما فائدة إخبار الذراع له - صلى الله عليه وسلم - بأنها مسمومة إذا ثبت أنه أكل منها وتضرر بها - صلى الله عليه وسلم - هو وأصحابه؟
الثاني: كيف الجمع بين حديث الباب، وبين ما رواه الحاكم في المستدرك من طريق أبي عتاب الدلال، قال: ثنا عبد الملك بن أبي نضرة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم بعد أن أخبرهم بأنها مسمومة: اذكروا اسم الله وكلوا قالوا: فكلنا فلم يضر أحدًا منا شيئًا، قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح، سمعه أبو عتاب الدلال.
وقد يجاب عن الأول: بأن إخبار الذراع للنبي - صلى الله عليه وسلم - من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - كما قرره الأئمة والعلماء، وأما كونه تضرر - صلى الله عليه وسلم - بالسم الذي وضع له، فإن هذا السم قد تأخر مفعوله حتى بقي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك ثلاث سنين، فأما عود أثره باللقمة التي ازدردها - صلى الله عليه وسلم - فلأمر يريده الله عَزَّ وَجَلَّ لنبيه بإكمال مناقبه - صلى الله عليه وسلم - وإتمام فضائله، وزيادة محاسنه، ورفع مراتبه، بمنحه فضل الشهادة، فقد روى الِإمام أحمد في المسند [1/ 434] قال: ثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال: لئن أحلف بالله تسعًا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل قتلًا، أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل، وذلك أن الله عَزَّ وَجَلَّ اتخذه نبيًّا، واتخذه شهيدًا ... الحديث، وحكى ابن القيم في الزاد أن الزهري كان يرى ذلك أيضًا، وقال ابن كثير في تاريخه: فإن كان المسلمون ليرون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات شهيدًا مع ما أكرمه الله من النبوة. =

صيغة PDF

شهادة

الفهرست