اسم الکتاب : فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن المؤلف : الغمري، نبيل الجزء : 1 صفحة : 222
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= قوله: "سميته المتوكل":
لم يقل جعلته: أو وصفته لشدة توكله الذي صيّره علمًا له حتى صار ينادى به.
قاله الخفاجي رحمه الله.
قوله: "الملّة المتعوّجة":
العوج: بفتح العين، والواو قال ابن الأثير: مختص بكل شيء مرئي كالأجسام، وبالكسر فيما ليس بمرئي كالرأي والقول، وقيل: الكسر يقال فيهما معًا، والأول أكثر، قال: والملة العوجاء يعني: ملة إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - التي غيرتها العرب عن استقامتها. اهـ. وقال الشهاب الخفاجي: الملة: الدين، والعوجاء: مؤنث أعوج، وهو ضد المستقيم، ولكثرة إطلاق الملة على الكفر فسرها بعضهم هنا به.
قوله: "بأن يُشهد":
كذا في هذه الرواية، ووقع في رواية عطاء، عن عمرو بن العاص عند الإِمام البخاري: بأن يقولوا لا إله إلَّا الله، قال الشهاب الخفاجي: اقتصر على هذه، وجعله عبارة عن الدين القيم لأن العوج الواقع عموده الشرك وعبادة الأصنام، وبهذا يستقيم، وقيل: المعنى أنهم يأتون بكلمة التوحيد، وذلك كما روى عصمة دمائهم وأموالهم، غير أن المنجي هو التصديق بها عن صميم القلب، وإنما لم يقل: محمَّد رسول الله وهي قرينة كلمة التوحيد التي لا تكاد تنفك عنها اكتفاءً على حد قوله تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}، أي والبرد.
قوله: "نفتح به":
الضمير هنا يعود إليه - صلى الله عليه وسلم -، وفي رواية عبد الله بن عمرو: يفتح بها أي بكلمة التوحيد، ولا تعارض بين الروايتين لكونه - صلى الله عليه وسلم - السبب الحقيقي في هداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)}، وقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73)}.
وحديث الباب حديث صحيح، رجال إسناده على شرط الشيخين، إن قلنا بأن =
اسم الکتاب : فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن المؤلف : الغمري، نبيل الجزء : 1 صفحة : 222