اسم الکتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار المؤلف : ابن قُرْقُول الجزء : 1 صفحة : 320
ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ" وهذا بين الوجه، وتأويل ما للكافة و"أبو بَكْرٍ وعُمَرُ" عطف على قوله: "مَاتَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وهو ابْنُ ثَلَاثٍ وسِتِّينَ وأَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ" وتم الكلام، ثم استأنف الخبر عن نفسه أنه في حين هذِه المقالة قد بلغ سنهم، كأنه نعى لهم نفسه، أو يكون معناه: وأبو بكر وعمر كذلك، ثم قال: "وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثٍ وسِتِّينَ" فأنا أنتظر أجلي، وهذا أصح الوجوه، وقد جاء مفسرًا في فوائد ابن المهندس [1] عن البغوي فقال: "وتُوُفي أَبُو بَكْرٍ وهو ابْنُ ثَلَاثٍ وسِتِّينَ، وتُوُفي عُمَرُ وهو ابْنُ ثَلَاثٍ وسِتِّينَ، وأَنَا ابْنُ ثَلَاثٍ وسِتِّينَ".
قوله في الشارب الذي أتي به فلعنوه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَلْعَنُوهُ فَواللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ الله ورَسُولَهُ" [2] وتاء المتكلم مضمومة، و"أَنَّه" بفتح الهمزة، ومعناه: فوالله الذي علمته: أنه يحب الله، أو لقد علمت، وليست "مَا" بنافية، و"أَنَّهُ" وما بعده بتأويل المفعول بـ "عَلِمْتُ"، ووقع عند بعضهم: "فَواللهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ" بكسر الهمزة من: "إِنَّهُ" [3]، وهو وهم محيل للمعنى إلى ضدِّه، ويجعل: "مَا" نافية، والتاء عند الأصيلي مهملة، وعند ابن السكن مفتوحة: "عَلِمْتَ" بتاء المخاطب علي طريق التقرير له، وبصح علي هذا كسر: "إِنَّهُ" وفتحها، والصواب كسر: (إنَّ) وضم التاء، وتقدير الكلام: لا تلعنوه، فوالله إنه يحب الله ورسوله، ما علمت. أي: مدة علمي، و"مَا" ظرف للمحبة، وفتح التاء خطأ. [1] أحمد بن محمَّد بن إسماعيل البناء أبو بكر ابن المهندس، محدِّث مصر، كان مكثرًا، وانتقى عليه الحفاظ. وكان ثقة، خيرا، تقيا. توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. انظر ترجمته في: "وفيات المصريين" ص 35, "سير أعلام النبلاء" 16/ 462. [2] البخاري (6780) عن عمر. [3] هكذا لأبي ذر الهروي، اليونينية 8/ 159.
اسم الکتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار المؤلف : ابن قُرْقُول الجزء : 1 صفحة : 320