اسم الکتاب : النكت الوفية بما في شرح الألفية المؤلف : البقاعي، برهان الدين الجزء : 1 صفحة : 374
وإنَّما القولُ الرابعُ الذِي لا بدَّ منهُ: قولُ مَن يسوي بينَ المرسلِ والمنقطعِ، فَيقولُ: المرسلُ ما سقطَ مِن إسنادهِ راوٍ واحدٌ، وهَذا موجودٌ في استعمالِ أهل الحديثِ، فَقد رَوَى البخاريُّ خَبراً عَن إبراهيمَ النخعي، والضَحاكِ المشْرَقي، عَن أبي سَعيدٍ، ثُمَّ قالَ: إبراهيمُ، عَن أبي سعيدِ مرسلٌ [1].
وعبارةُ ابنِ الحَاجِب في " مختصرهِ " [2]: ((المرسلُ قولُ غيرِ الصَحابي: قالَ - صلى الله عليه وسلم -)) [3]. قالَ بعضُ أصحابِنا: كَما حكاهُ ابنُ كثيرٍ شاهداً لتناولهِ غيرَ التَابعي [4]، فَعلى هَذا يُعدُّ قولاً آخرَ، فَتأملْ.
قولُهُ:
122 - وَاحتَجَّ (مَالِكٌ) كَذا (النُّعْمَانُ) ... وَتَابِعُوْهُمَا بِهِ وَدَانُوْا
123 - وَرَدَّهُ جَمَاهِرُ النُّقَّادِ؛ ... لِلجَهْلِ بِالسَّاقِطِ في الإسْنَادِ
124 - وَصَاحِبُ التَّمهيدِ عَنهُمْ نَقَلَهْ ... وَ (مُسْلِمٌ) صَدْرَ الكِتَابِ أصَّلَهْ
مَضمونُ هذهِ الأبياتِ ليسَ مِن مباحثِ هَذا الفنِّ، ولذلكَ لَم يستقصِ تفاريعهُ.
والحنفيةُ لا يقبلونَ المرسلَ إلاّ إذا كانَ مرسِلُه مِن أهلِ القُرونِ الثلاثةِ الفاضلةِ، فإنْ كانَ مِن غيرها لَم يقبلوهُ؛ لقولهِ - صلى الله عليه وسلم - في حديثِ عمرَ - رضي الله عنه -: ((ثُمَّ يفشُو الكذِبُ)) أخرجهُ النسائي [5] بسندٍ صحيحٍ، وَهوَ في [1] انظر: جامع التحصيل: 31. [2] 1/ 761. [3] قال البلقيني في " محاسن الاصطلاح ": 58: ((فائدة: قول ابن الحاجب وغيره من الأصوليين: المرسل: قول غير الصحابي، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لا يعم صورة سقوط الرجل قبل التابعي، ولا سقوطه مع التابعي إذا ذكر الصحابي، فيظهر بذاك توقف في نسبة ذلك إلى المعروف في أصول الفقه)). [4] انظر: اختصار علوم الحديث 1/ 154 وبتحقيقي: 115. [5] السنن الكبرى (9225). وأخرجه أيضاً: أحمد 1/ 18، والترمذي (2165).
اسم الکتاب : النكت الوفية بما في شرح الألفية المؤلف : البقاعي، برهان الدين الجزء : 1 صفحة : 374