اسم الکتاب : النكت الوفية بما في شرح الألفية المؤلف : البقاعي، برهان الدين الجزء : 1 صفحة : 295
الصحيحُ ما [1] قالَه شيخُنا من أنَّهُ [2] كان يلزمُ على قوله [3]: أنْ لا يوصفَ حديثٌ بصفةٍ إلاّ والحسنُ تابعه، فإنَّ كلَّ أحاديثِ النبي - صلى الله عليه وسلم - حسنةُ الألفاظِ بليغةٌ، فلما رأينا الذي وقعَ هذا في كلامه كثيراً يفرقُ، فتارةً يقولُ: ((حسنٌ)) ويطلقُ، وتارةً يقولُ: ((صحيحٌ)) فقط، وتارةً يقولُ: ((حسنٌ صحيحٌ))، وتارةً يقولُ: ((صحيحٌ [4] غريبٌ)) ونحوُ ذلكَ، عرفنا أنَّهُ لا محالةَ جارٍ معَ الاصطلاحِ، وأيضاً فهو قد قالَ في " العللِ " في آخرِ كتابهِ: ((وماقلنا في كتابنا حديثٌ حسنٌ، فإنما أردنا بهِ حسنَ إسناده عندنا)) [5] فقد صرحَ بأنَّه إنما أرادَ حسنَ الإسنادِ، فانتفى أنْ يريدَ / 86ب / حسنَ اللفظِ، فقلتُ: يمكنُ أن يجيبَ مدعي هذا بما أجبتمُ بهِ من أنَّ هذا الكلامَ خاصٌّ بما يقولُ فيهِ: ((حسنٌ)) من غيرِ صفةٍ أخرى، فقالَ: بل هذا شاملٌ للجميعِ، والذي يختصُّ بما يخصهُ بقولهِ: ((حسن)) [6] هوَ الكلامُ الذي بعدَ هذا، وهو قولهُ: ((كلُّ حديثٍ يروى .. )) [7] إلى آخرهِ، وإنما يَرِدُ تحسينُ أهلِ هذا الشأنِ للفظِ الضعيفِ مقيداً، كما يقولُ ابنُ عبدِ البرِّ أحياناً: ((حديثٌ حسن اللفظِ، وليسَ لهَ إسنادٌ قائم)) [8].
قوله: (وهذا معنى قوله [9]: فكيفَ إنْ فردٌ) [10] قال الشّيخُ في [1] من قوله: ((قال ابن دقيق العيد بعد ذلك ... )) إلى هنا لم يرد في (ك). [2] عبارة: ((من أنه)) لم ترد في (ك). [3] عبارة: ((على قوله)) لم ترد في (ك). [4] عبارة: ((فقط، وتارة يقول: حسن صحيح، وتارة يقول: صحيح)) لم ترد في (ك). [5] العلل آخر الجامع 6/ 251. [6] جاء في حاشية (أ): ((أي: الذي أراد به حسن الإسناد)). [7] العلل آخر الجامع 6/ 251. [8] جامع بيان العلم وفضله 1/ 54، وانظر: نكت ابن حجر 1/ 475، وبتحقيقي: 261. [9] ((قوله)) لم ترد في (ف). [10] شرح التبصرة والتذكرة 1/ 172.
اسم الکتاب : النكت الوفية بما في شرح الألفية المؤلف : البقاعي، برهان الدين الجزء : 1 صفحة : 295