اسم الکتاب : النكت الوفية بما في شرح الألفية المؤلف : البقاعي، برهان الدين الجزء : 1 صفحة : 294
الدنيا والآخرةِ، التفكرُ فيهِ يعدلُ الصيامَ، ومدارستُهُ تَعدلُ القيامَ، بهِ تُوصَلُ الأرحامُ، وبهِ يُعرَفُ الحلالُ / 86أ / منَ الحرامِ، هوَ إمامُ العملِ، والعملُ تابعُهُ، يُلهَمُهُ السَّعداءُ، ويُحرَمُهُ الأشقياءُ)) [1]. قالَ ابنُ عبد البرِّ: وهو حديثٌ حسنٌ جداً، ولكن ليسَ له إسنادٌ قويٌّ [2]. انتهى كلامُهُ.
فأرادَ بالحسنِ حسنَ اللفظِ قطعاً، فإنَّهُ من روايةِ موسى بنِ محمدٍ البلقاويِّ، عن عبدِ الرحيمِ بنِ زيدٍ العَمِّي. والبلقاويُّ هذا كذابٌ كذبهُ أبو زرعةَ، وأبو حاتمٍ [3]، ونَسبَهُ ابنُ حبانَ [4] والعقيلي [5] إلى وضعِ الحديثِ - والظاهرُ أنَّ هذا الحديثَ مما صنعت يداهُ - وعبدُ الرحيم بنُ زيدٍ العَمِّي متروكٌ أيضاً [6] ورُوِّينا عن أميةَ بنِ خالدٍ قالَ: ((قلتُ لشعبةَ: تُحدِّثُ عن محمدِ ابنِ عبيدِ اللهِ العرزمي، وتدعُ عبدَ الملكِ بنَ أبي سليمانَ، وقد كانَ حسنَ الحديثِ؟ قالَ: من حسنِها فررتُ)) [7] انتهى. ولابنِ دقيقِ العيدِ أنْ ينفصلَ عن ذلكَ بقولهِ: ((إذا جروا على اصطلاحهم)) [8]، والإلزام [1] جامع بيان العلم 1/ 54 - 55، وكذلك أسنده من قبله أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 239. [2] جامع بيان العلم 1/ 55، وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء 1/ 89: ((قوله: حسن، أراد به الحسن المعنوي، لا الحسن المصطلح عليه بين أهل الحديث ... )). [3] الجرح والتعديل 8/ 185 (715). [4] المجروحين 2/ 250 (916). [5] الضعفاء الكبير 4/ 169. [6] انظر: الجرح والتعديل 5/ 401 (1603)، والتأريخ الكبير 6/ 104، والتأريخ الصغير 2/ 254، والضعفاء للنسائي (268)، وتهذيب الكمال 4/ 495 (3994)، وانظر كلام الحافظ العراقي في تخاريج الإحياء 10/ 89. [7] أسنده: ابن عدي في " الكامل " 6/ 525، والسمعاني في " أدب الإملاء ": 59، والمزي في " تهذيب الكمال " 4/ 556 (4120). [8] الاقتراح: 199.
اسم الکتاب : النكت الوفية بما في شرح الألفية المؤلف : البقاعي، برهان الدين الجزء : 1 صفحة : 294