responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 11
ولقد كان لتلك المعارك المفتعلة حول حُجِيَّةُ الأخبار بعامة، وَحُجِيَّةُ أخبار الآحاد بخاصة، آثارًا سلبية خطيرة أخرى في تكريس الفرقة والاختلاف بين المسلمين وتحويل البحث والدراسات الإسلامية في السُنَّةِ في بعض الأحيان إلى موضوعات نظرية لا أثر إيجابي لمعظمها، بل كان لكثير منها أثار سلبية في المجالات الفكرية والعملية الإيجابية، منها على سبيل المثال قضية مرتبة السُنَّةِ النَّبَوِيَّةِ من الكتاب، وقضية نسخ السُنَّةِ بالكتاب ونسخ الكتاب بها، واستغراق العقل المسلم بما لا مزيد عليه في مجال التوثيق والرواية وتصحيح الأسانيد ونقدها، فإذا نظرنا في مساحة نقد المتون ومناهج دراستها وتحليلها ظهر البون الشاسع بين الجهود الضخمة الهائلة التي بُذِلَتْ في مجال نقد الأسانيد والجهود المحدودة التي أنفقت في مجال نقد المتون، ووضع المناهج والمقاييس العلمية لدراستها وتحليلها، وإبراز علاقات الأحاديث المختلفة بالزمان والمكان والبيئة والواقع.

لقد قام الفقهاء - رَحِمَهُمْ اللهُ تَعَالَى - بجهود كثيرة مشكورة في المجال التشريعي كان يمكن أن تفي بالغرض وتؤدي الحاجة لو شملت جميع جوانب السُنَّةِ وسائر أنواعها، ولكنها اهتمت بالسُنَّةِ التَّشْرِيعِيَّةِ وطبقت منهجها في مروياتها.

ولما كانت السُنَّةُ النَّبَوِيَّةُ المُطَهَّرَةُ تمثل - في جملتها - المرحلة التطبيقية النبوية البيانية في ظروفها الزمانية والمكانية، وبكل خصائص المرحلة الموضوعية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية، فإن دراسة مناهج الفهم لِلْسُنَّةِ تعتبر من أكثر الدراسات الأصولية والحديثية ضرورة وأهمية. فلقد كانت تلك المرحلة تَجْسِيدًا عِلْمِيًّا لمنهج الله على الأرض وكان القرآن العظيم - ذاته - يقود حركة التطبيق والتجسيد للمنهج في الواقع، وَيُهَيْمِنُ على سائر جوانبها ليصوغها وفقًا لمنهجه، ويجعلها التعبير الكامل عنه لترجع البشرية إليها دائمًا وَأَبَدًا، فكثيرًا ما كانت آياته الكريمة تنزل بتقويم عملية التطبيق ونقدها وتحليلها وتصويبها وتسديدها والاستدراك عليها، تجسد ذلك واضحًا في كثير من آيات سورة آل عمران والأنفال وغيرها.

ولقد كان المعهد العالمي للفكر الإسلامي , ولا يزال , يعتبر قضية فهم السنة النبوية , ومنهج دراستها وتحليلها ومعرفة سائر أبعادها , وكيفية اتخاذها مصدرًا

اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست