اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 1 صفحة : 84
ترجيحية على غيره عند تساوي الأصوات.
ولهذا رد الحافظ المنذري ما قد ورد من غير ما وجه ومن حديث جماعة من الصحابة عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - , يَدْخُلُ الجَنَّةَ حَبْوًا لِكَثْرَةِ مَالِهِ ... ».
قال: «وقد ورد من غير ما وجه , ومن حديث جماعة من الصحابة عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - , يَدْخُلُ الجَنَّةَ حَبْوًا لِكَثْرَةِ مَالِهِ " , ولا يسلم أجودها من مقال , ولا يبلغ منها شيء بانفراده درجة الحسن. ولقد كان ماله بالصفة التي ذكر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" نِعْمَ المَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ " فأنى تنقص درجاته في الآخرة أو يقصر به دون غيره من أغنياء هذه الأمة؟ فإنه لم يرد هذا في حق غيره , وإنما صح سبق فقراء هذه الأمة أغنيائهم على الإطلاق والله أعلم» [28].
من فقه الداعية:
وينبغي للداعية الموفق ألا يحدث الناس بكل ما يعرفه من الأحاديث وإن كانت صحاحًا , فقد قال العلامة القاسمي في " قواعد التحديث ": ««مَا كُلُّ حَدِيثٍ صَحِيحٍ تُحَدَّثُ بِهِ العَامَّةُ ـ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الشَّيْخَانُ عَنْ مُعَاذٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قال: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ العِبَادِ عَلىَ اللهِ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ؟، قَالَ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا!».
وفي رواية لهما عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمُعاذٌ رَدِيفُهُ، قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ [28] انظر: " الترغيب والترهيب " للمنذري، الحديث رقم 4576 بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 1 صفحة : 84