responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 85
يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلاَ أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: «إِذًا يَتَّكِلُوا» وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا.

وروى البخاري تعليقًا عن علي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: «حَدِّثُوا النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟» ومثله قول ابن مسعود: «مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ، إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً» رواه مسلم.

قال الحافظ بن حجر: «وَمِمَّنْ كَرِهَ التَّحْدِيثَ بِبَعْضٍ دُونَ بَعْضٍ أَحْمَدُ فِي الأَحَادِيثِ التِي ظَاهِرُهَا الخُرُوجُ عَلَى [السُّلْطَانِ]، وَمَالِكٌ فِي أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَأَبُو يُوسُفَ فِي [الغَرَائِبِ] وَمِنْ قَبْلِهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ كَمَا تَقَدَّمَ عَنْهُ فِي الجِرَابَيْنِ [29] وَأَنَّ المُرَادَ مَا يَقَعُ مِنَ الفِتَنِ وَنَحْوِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ.
وَعَنِ الحَسَنِ أَنَّهُ أَنْكَرَ تَحْدِيثَ أَنَسٍ لِلْحَجَّاجِ بِقِصَّةِ العُرَنِيِّينَ [30] لأَنَّهُ اتَّخَذَهَا وَسِيلَةً إِلَى مَا كَانَ يَعْتَمِدُهُ مِنَ المُبَالَغَةِ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ بِتَأْوِيلِهِ الوَاهِي.
وَضَابِطُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ ظَاهِرُ الحَدِيثِ يُقَوِّي البِدْعَةَ وَظَاهِرُهُ فِي الأَصْلِ غَيْرُ مُرَادٍ فَالإِمْسَاكُ عَنْهُ عِنْدَ مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ الأَخْذُ بِظَاهِرِهِ مَطْلُوبٌ» انتهى.

ولما كان النهي للمصلحة لا للتحريم , أخبر به معاذ لعموم الآية بالتبليغ.
قال بعضهم:"النهي في قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لا تبشرهم " مخصوص ببعض الناس , وبه احتج البخاري على أن للعالم يخص العلم قوما دون قوم " كراهة أن

[29] في " مسند أحمد (*) " أن أبا هريرة قال:" حفظت ثلاثة أجربة بثثت منه جرابين " وفي صحيح البخاري من حديث أبو هريرة أنه قال: «حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ: فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا البُلْعُومُ».
[30] العرنيون نفر قدموا على النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأسلموا , فاجتووا المدينة , فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة , فيشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا , فصحوا , فارتدوا وقتلوا رعاتها, واستاقوا الإبل , فبعث في آثارهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم , وسمل أعينهم , ثم لم يحسمهم حتى ماتوا. والحديث في " الصحيحين " وغيرهما (راجع فتح الباري: ج12, ص98).
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ / تَوْفِيقْ بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَيْشِي]:
(*) لم أجده في " مسند الإمام أحمد "، وإنما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - في " فتح الباري ": 1/ 191: «وَوَقَعَ فِي المُسْنَدِ عَنْهُ - أي عن أبي هريرة -: " حَفِظْت ثَلاَثَة أَجْرِبَة، بَثَثْت مِنْهَا جِرَابَيْنِ " ... ».
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست