ولما كان النهي للمصلحة لا للتحريم , أخبر به معاذ لعموم الآية بالتبليغ.
قال بعضهم:"النهي في قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لا تبشرهم " مخصوص ببعض الناس , وبه احتج البخاري على أن للعالم يخص العلم قوما دون قوم " كراهة أن [29] في " مسند أحمد (*) " أن أبا هريرة قال:" حفظت ثلاثة أجربة بثثت منه جرابين " وفي صحيح البخاري من حديث أبو هريرة أنه قال: «حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ: فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا البُلْعُومُ». [30] العرنيون نفر قدموا على النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأسلموا , فاجتووا المدينة , فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة , فيشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا , فصحوا , فارتدوا وقتلوا رعاتها, واستاقوا الإبل , فبعث في آثارهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم , وسمل أعينهم , ثم لم يحسمهم حتى ماتوا. والحديث في " الصحيحين " وغيرهما (راجع فتح الباري: ج12, ص98).
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ / تَوْفِيقْ بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَيْشِي]:
(*) لم أجده في " مسند الإمام أحمد "، وإنما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - في " فتح الباري ": 1/ 191: «وَوَقَعَ فِي المُسْنَدِ عَنْهُ - أي عن أبي هريرة -: " حَفِظْت ثَلاَثَة أَجْرِبَة، بَثَثْت مِنْهَا جِرَابَيْنِ " ... ».
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 1 صفحة : 85