responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 56
والغالب على المشتغلين بالحديث أنهم لا يجيدون معرفة الفقه وأصوله , والقدرة على استخراج كنوزه ودقائقه , والاطلاع على أقوال أئمته , وتعدد منازعهم ومشاربهم وأسباب اختلافهم , وتنوع اجتهادهم.

مع أن كل فريق في حاجة ماسة إلى علم الآخر , ليكمل به ما عنده , فلا بد للفقيه من الحديث , فإن جل أحكام الفقه ثابتة بالسنة , ولا بد للمحدث من الفقه , حتى يعي ما يحمله , ولا يكون مجرد ناقل , أو يفهمه على غير وجهه.

وهذا أمر لاحظه علماؤنا السابقون , ونددوا بمن أهمله , حَتَّى رُوِيَ عن بعض الأعلام مثل سفيان بن عيينة , أنهم قالوا: «لَوْ كَانَ الأَمْرُ بِيَدِنَا لَضَرَبْنَا بِالجَرِيدِ كُلَّ مُحَدِّثٍ لاَ يَشْتَغِلُ بِالفِقْهِ , وَكُلَّ فَقِيهٍ لاَ يَشْتَغِلُ بِالحَدِيثِ!».

ومن الغريب أن كتب الفقه فيها كثير من الأحاديث الضعيفة , مع أن من المتفق عليه أن الحديث الضعيف لا يعمل به في الأحكام , على حين قبله الأكثرون في الفضائل والترغيب والترهيب.
بل يوجد في كتب الفقه الضعيف الشديد الضعف , والموضوع , وما لا أصل له بالمرة.

وهذا ما حفز بعض كبار المحدثين لتأليف كتب في تخريج الأحاديث التي يستشهد بها الفقهاء.
كما فعل ابن الجوزي في كتاب " التحقيق في تخريج التعاليق " وقد هذبه ابن عبد الهادي في كتابه " تنقيح التحقيق ".

كما ألف بعض الحفاظ كُتُبًا في تخريج أحاديث كُتُبٍ لها شهرة وانتشار مثل كتاب " نصب الراية لأحاديث الهداية " للحافظ جمال الدين الزيلعي (ت 762 هـ) وقد طبع مرارًا في أربعة مجلدات , كما اختصره الحافظ ابن حجر في كتابه " الدراية في تخريج أحاديث الهداية " بعد أن أضاف إليه بعض الفوائد العلمية , ونشر في جزء واحد.

ومثل ذلك كتاب ابن حجر في تخريج أحاديث " فتح العزيز في شرح الوجيز"

اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست