responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 55
آخُذُ بِقَوْلِ مَنْ شِئْتُ مِنْهُمْ، وَأَدَعُ قَوْلَ مَنْ شِئْتُ مِنْهُمْ , وَلاَ أَخْرُجُ مِنْ قَوْلِهِمْ إِلَى قَوْلِ غَيْرِهِمْ، أَمَا إِذَا انْتَهَى الأَمْرُ [أَوْ جَاءَ الأَمْرُ] إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَابْنِ سِيرِينَ، وَالحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَسَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ - وَعَدَّدَ رِجَالاً - فَقَوْمٌ اجْتَهَدُوا , فَأَجْتَهِدُ كَمَا اجْتَهَدُوا».

وَأَخْرَجَ عَنْ الرَّبِيعِ قَالَ: رَوَى الشَّافِعِيُ يَوْمًا حَدِيثًا فَقَالَ لَهُ رَجِلَ: أَتَأْخُذُ بِهَذَا يا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ فَقَالَ: «مَتَى مَا رَوِيَتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا صَحِيحًا فَلَمْ آخُذْ بِهِ , فَأُشْهِدُكُمْ أَنَّ عَقْلِي قَدْ ذَهَبَ».

وَأَخْرَجَ عَنْ الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: «إذَا وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِيِ خِلاَفَ سَنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُولُوا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعُوا مَا قُلْتُ [6].

ضرورة الوصل بين الحديث والفقه:
وإذا كانت السنة مصدرًا أساسيًا للفقه , كان من الواجب على الفقهاء أن يتعمقوا في علم الحديث , كما على المحدثين أن يتقنوا علم الفقه , وكان من الفجوات العلمية التي يجب أن تسد: الفجوة بين المشتغلين بالفقه , والمشتغلين بالحديث , وهذا ما ناديت به منذ سنين طويلة.

فالغالب على المشتغلين بالفقه أنهم لا يتقنون فنون الحديث , ولا يتعمقون في معرفة علومه , ولا سيما علم الجرح والتعديل , وما يترتب عليه من توثيق الرواة أو تضعيفهم.

ولهذا تنفق عندهم أحاديث لا تثبت عند أئمة هذا الشأن من صيارفة الحديث , ومع هذا يثبتونها في كتبهم , ويحتجون بها لما يقررون من أحكام في الحلال والحرام , والإيجاب والاستحباب.

بل قد يستدلون أحيانًا بأحاديث لاَ خَطَمَ لَهَا وَلاَ أَزِمَّةَ , مما يذكر في الكتب ولا يعرف له أصل ولا سند!

(6) " مفتاح الجنة " للسيوطي: ص 49، 50.
اسم الکتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست