responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 384
وذكر شيخ الإسلام فصلا يتعلق بمسألة خبر الواحد المقبول في الشرع هل يفيد العلم؟ فإن أحدًا من العقلاء لم يقل إن خبر كل واحد يفيد العلم، وبحث كثير من الناس إنما هو في رَدِّ هذا القول.

قال ابن عبد البر: اختلف أصحابنا وغيرهم في خبر الواحد العدل: هل يوجب العلم والعمل جميعًا أم يوجب العمل دون العلم؟ قال: والذي عليه أكثر أهل الحذق منهم أنه يوجب العمل دون العلم، وهو قول الشافعي وجمهور أهل الفقه والنظر، ولا يوجب العلم عندهم إلا ما شهد به وقطع العذر، لمجيئه مجيئًا لا اختلاف فيه، قال: وقال قوم كثير من أهل الأثر وبعض أهل النظر: إنه يوجب العلم والعمل جميعًا منهم الحسين الكرابيسي.
قلت: وحكاه الباجى عن داود بن خويز منداد وهو اختيار ابن حزم.
قال ابن عبد البر: الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم كشهادة الشاهدين والأربعة سواء، قال: وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والنظر والأثر [9].

وبهذا تبين لنا أن موقف الشيخ الغزالي هنا هو موقف أكثر أهل الفقه والنظر ولأثر جميعاً.

رَدُّ بَعْضَ الأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ:
والأمر الثاني الذي أخذ على الشيخ، وكتب فيه الكاتبون، وَرَدَّدَهُ المُرَدِّدُونَ، وَشَنَّعَ بِهِ المُشَنِّعُونَ، هُوَ رَدُّهُ لبعض الأحاديث الصحيحة من أحاديث الآحاد.

وما رده الشيخ من هذا النوع رَدًّا صَرِيحًا ليس بكثير، إنما هي أحاديث قليلة جِدًّا ومحدودة، وهو لم يردها لهوى في نفسه، ولا لوهن في دِينِهِ، وَلاَ لِتَنَكُّرٍ لِلْسُنَّةِ، وَلاَ لِتَنَقُّصٍ لِلْوَحْيِ، بل حرصًا على الدين نفسه أن يجد العلمانيون واللادينيون فيه ثغرة ينفذون منها للطعن فيه، والتشكيك في قضاياه، وتوهين أصوله، فَرَدُّهُ لتلك الأحاديث القليلة إنما هو دفاع عن الدين في مواجهة خصومه وأعدائه الكائدين له والمتربصين به.

(9) " المسودة ": ص 244، 245.
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست