responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 385
وهذه الأحاديث التى رَدَّهَا الشيخ لا يتوقف عليها أي أمر من أمور الدين، فلو مات المسلم ولقي ربه دون أن يقرأها أو يعرف عنها شيئًا ما نقص من إيمانه ذرة. مثل حديث لطم موسى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - لعين ملك الموت حتى فقأها! وحديث «لَوْلاَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزْ اللَّحْمُ (أي لم يفسد)، وَلَوْلاَ حَوَّاءُ لَمْ تَخُنَّ أُنْثَى زَوْجَهَا»
!! ... الخ ..

إن العالم لا يضره في دينه رَدُّهُ لبعض الأحاديث التي لم تثبت عنده، فما من إمام من أئمة المسلمين إلا رَدَّ أحاديث صَحَّتْ عند غيره، ولم تصح عنده، والبخاري يشترط لقبول الحديث شروطًا لا يشترطها غيره من أئمة الحديث، حتى تلميذه مسلم في " صحيحه "، والإمام علي بن المديني أشد من البخاري في شروطه.

والائمة اشترطوا لصحة الحديث: ألا يكون في سنده ولا متنه شذوذ ولا علة تقدح في صحته.
وقالوا: إذا رأيت الحديث يخالف العقول، أو يباين النقول، أو يناقض الأصول، فاعلم أنه غير مقبول.
فالمبدأ مُسَلَّمٌ به، والخلاف إنما هو في التطبيق، وربما قبلوا أشياء لم يروها مخالفة للعقول، أو مناقضة للأصول، في عصرهم، ولكنا تبينا من الأمور ما لم يتبين لهم، وقد انكشف لنا من العلم ما لم ينكشف غطاؤه لهم، فهنا يختلف موقفنا عن موقفهم، لاختلاف المعلومات لا لاختلاف المنهج.

أجل، لم ينكر الشيخ الغزالى دقة الشروط التى وضعها علماء الحديث الكبار، لتمييز الصحيح والحسن والضعيف، بل قال بصريح العبارة: إنى أنزل وينزل غيرى عندها! فهى شروط جامعة مانعة، لو نظر فيها رجل مادي لارتضاها في ضبط الأخبار وتأصيلها.
قال: وما حدث: أن تساهلاً وقع في تطبيق هذه الشروط.
فإن حديث الثقات إذا ورد مُخَالِفًا لمن هُمْ أوثق وصف بالشذوذ، وإن كان سنده صحيحًا

اسم الکتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 1  صفحة : 385
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست