اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 202
وعن جعفر الصادق [1] وأبي نهيك [2]: أن ذلك سورة واحدة من غير فصل [3]، ثم (أرأيت) وتسمّى سورة الدين وسورة الماعون، ثم [4] (إنّا أعطيناك) وتسمّى سورة الكوثر، ثم (قل يا أيّها الكافرون) ويقال لها: الكافرون، ويقال: سورة الكافرين، ويقال لها أيضا: سورة العبادة، ثم سورة النصر، وتسمّى سورة التوديع [5]، لما فيها من الإيماء إلى وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [6]، ثم سورة (تبت) وتسمّى سورة المسد، ثم (قل هو الله أحد) وتسمّى سورة الإخلاص وسورة الأساس لاشتمالها على توحيد الله تعالى الذي هو أساس الدين [7]، ثم سورة الفلق، ثم سورة الناس ويقال لهما: المعوذتان، والمشقشقتان [8]، من قولهم: شقشق البعير إذا هدر، وشقشق العصفور وخطيب مشقشق، وخطيب ذو شقشقة، والشقشقة: التي يخرجها البعير من فيه إذا هاج كالرئة شبه الخطيب بالفحل [9].
وهاتان سورتان من القرآن بإجماع الأمة، ويروى عن ابن مسعود أنه كان يحكمهما من المصاحف، ويقول: «لا تزيدوا [10] في كتاب الله ما ليس منه» [11]. فإن كان هذا [1] جعفر بن محمد الباقر بن علي بن الحسين، الهاشمي القرشي أبو عبد الله الملقب ب «جعفر الصادق» سادس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، كان من أجلاء التابعين (80 - 148 هـ) صفة الصفوة 2/ 168 والتقريب: 1/ 132، والأعلام 2/ 126. [2] أبو نهيك- بفتح فكسر- وهناك كثير ممن يكنى بهذه الكنية. راجع الكنى والأسماء للإمام مسلم 2/ 849 وللدولابي 2/ 142، والاستيعاب 12/ 164، والتقريب 2/ 15، 482، ولم أستطع الجزم بالمقصود هنا، إلّا أنني أميل إلى أنّه القاسم بن محمد الأسدي، روى عنه الثوري وغيره. كما في الكنى للإمام مسلم والدولابي. والله أعلم. [3] ونقل هذا عن السخاوي: السيوطي في الإتقان 1/ 186. [4] في بقية النسخ: ثم سورة إِنَّا أَعْطَيْناكَ. [5] راجع فتح الباري 8/ 736، وتفسير القرطبي 20/ 229، 232. والإتقان 1/ 159. [6] وهذا ما فهمه ابن عباس رضي الله عنهما من هذه السورة فقد روى البخاري بسنده عن ابن عباس قال: «كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر ... إلى أن قال: هو أجل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أعلمه له، قال:
إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وذلك علامة أجلك- فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً، فقال عمر: ما أعلم منها إلّا ما تقول» فتح الباري 8/ 735. [7] في بقية النسخ: لاشتمالها على توحيد الله عزّ وجلّ وهو أساس .. إلخ. [8] انظر: تفسير القرطبي 20/ 251 والإتقان 1/ 159. [9] انظر اللسان 10/ 185 (شقق) والقاموس المحيط 3/ 259، وغريب الحديث لأبي عبيد 2/ 53. [10] في د، ظ: لا يزيدوا. تصحيف. [11] انظر مسند الإمام أحمد 5/ 129، 130، والمصنف لابن أبي شيبة 10/ 538، وتفسير ابن كثير 4/ 571، والدر المنثور 8/ 683.
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 202