اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 266
ولو أثر عنهم معارضة للقرآن الكريم، أو محاولة جادة لتطاير خبرها في الأجيال ولتداولتها الألسن وسطرتها الأقلام ولكن ذلك لم ولن يكون ما دام هناك مِسكة من عقل، أو ذرة من كرامة.
عناية العلماء به وأهم المؤلفات فيه:
كان للعلماء -رحمهم الله تعالى- عناية كبيرة واهتمام عظيم بإعجاز القرآن الكريم. وسبق أن ذكرنا أن مصطلح "المعجزة" أو "إعجاز القرآن" لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة -رضي الله عنهم- وإنما ورد التعبير عن هذا المعنى بالآية والبرهان والسلطان.. وغير ذلك.
وهي العبارات التي كان يتداولها العلماء في القرنين الأول والثاني الهجريين عند حديثهم عن إعجاز القرآن، وليس هناك تحديد دقيق لتأريخ ظهور مصطلح إعجاز القرآن.
وقد استعمل هذا المصطلح في نهاية القرن الثاني وأوائل القرن الثالث ويؤيد هذا أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى "ت241هـ" استعمل كلمة "معجزة" للأمر الخارق المؤيد للأنبياء ولما استعمل له من بعده مصطلح "الكرامة"[1].
كما ظهر استعمال هذا المصطلح عند النظام "ت231هـ" أحد أئمة المعتزلة حين زعم أن إعجاز القرآن كان بالصرفة -كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى- فتصدى له علماء السنة والجماعة وردوا عليه وأبطلوا زعمه فشاع مصطلح المعجزة وقل استعمال مصطلح الآية والبرهان والسلطان وغيرها..
وللمعتزلة عناية خاصة بإعجاز القرآن ولعل عنايتهم تلك نتيجة عدم اعتمادهم في إثبات نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا على معجزة القرآن دون سواها من [1] انظر "فكرة إعجاز القرآن": نعيم الحمصي ص8.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 266