اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 90
عناية السلف به:
وكان السلف رضوان الله عليهم يهتمون بتعرّف مقاصد القرآن الكريم، ويرون الفضل لمن علم شيئا من تفسيره، فعن على رضى الله عنه أنه ذكر جابر بن عبد الله
ووصفه بالعلم، فقال له رجل: جعلت فداءك، تصف جابرا بالعلم وأنت أنت؟! فقال:
إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ [القصص: 85].
وقال مجاهد: أحبّ الخلق عند الله تعالى أعلمهم بما أنزل.
وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن أعلم فيم أنزلت وما يعنى بها [1].
وقال الشّعبى: رحل مسروق إلى البصرة فى تفسير آية، فقيل له: إن الذى يفسّرها رحل إلى الشام، فتجهّز ورحل إلى الشام، حتى علم تفسيرها.
وقال عكرمة فى قوله عز وجل: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ [النساء: 100] طلبت اسم هذا الرجل أربع عشرة سنة [حتى] وجدته، وقال ابن عبد البر: هو: ضمرة بن حبيب.
وقال ابن عباس: مكثت سنتين أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين ظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمنعنى إلا مهابته. فقال: هى حفصة وعائشة.
وقال إياس بن معاوية: مثل الذين يقرءون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره: كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا، وليس عندهم مصباح، فتداخلتهم روعة ولا يدرون ما فى الكتاب، ومثل الذى يعرف التفسير: كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرءوا ما فى الكتاب" [2].
التفسير بالرأى:
ومع هذا التعظيم لقدر التفسير والمفسرين الذين يعلمون فيم أنزلت الآيات وماذا أريد [1] انظر: زاد المسير (1/ 4). [2] انظر هذه الأقوال فى: زاد المسير (1/ 4) و" المحرر الوجيز" لابن عطية (1/ 26) وتفسير القرطبى (1/ 26).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 90