responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 91
بها، فإنّ السلف رضوان الله عليهم كانوا يتحرّون دائما فى التفسير ألّا تتحكم فيما يفهمون من الآيات أغراض خاصة، أو أهواء شخصية، أو ظروف طارئة. ولكنهم كانوا يجرّدون أنفسهم من كلّ ذلك حتى يكون القرآن أميرا على تصرّفاتهم، ويكون هواهم تبعا لما جاء به رسولهم صلى الله عليه وسلم. وهو صريح الإيمان، ومن هنا: كان الكثير منهم يتحرّج من التفسير، ويخاف أن يقول فى القرآن برأيه.
قال ابن عطية:" وكان جلّة من السّلف الصالح كسعيد بن المسيّب، وعامر الشّعبى، وغيرهما، يعظّمون تفسير القرآن، ويتوقّفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدّمهم" [1].
قال أبو بكر الأنبارى: وقد كان الأئمة من السلف الماضى يتورّعون عن تفسير المشكل من القرآن، فبعض يقدر أن الذى يفسّره لا يوافق مراد الله عز وجل، فيحجم عن القول، وبعض يشفق من أن يجعل فى التفسير إماما يبنى على مذهبه، ويقتفى على طريقه. فلعل متأخرا يفسر حرفا برأيه، ويخطئ فيه، ويقول: إمامى فى تفسير القرآن بالرأى: فلان الإمام من السلف.
وعن أبى مليكة قال: سئل أبو بكر الصديق رضى الله عنه فى تفسير حرف من القرآن فقال: أى سماء تظلنى، وأى أرض تقلنى، وأين أذهب، وكيف أصنع إذا قلت فى حرف من كتاب الله بغير ما أراد الله تبارك وتعالى؟ [2].
وروى الترمذى وأبو داود من حديث جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من قال فى القرآن برأيه فأصاب: فقد أخطأ" [3].
والمراد بالقول بالرأى هنا: أن يقول بغير علم خجلا أو تورّطا، أو هروبا من الوصف

[1] انظر: تفسير ابن عطية (1/ 29).
[2] انظر: تفسير القرطبى (1/ 34).
[3] رواه الترمذى (2952) وقال: حديث غريب، وأبو داود (3652) وأبو يعلى (1520) والبيهقى فى" الشعب" (2277) والطبرانى فى" الأوسط" (5101) و" الكبير" (2/ 163) عن جندب بن عبد الله رضى الله عنه. وضعف إسناده الألبانى فى" ضعيف الترمذى" (571)، وضعف إسناده كذلك محقق أبى يعلى (حسين سليم أسد) (3/ 90).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست