اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 431
بما ترى الناس تأيتنا سراتهم ... من كلّ أرض هويّا ثم نصطنع (1)
فننحر الكوم عبطا فى أرومتنا ... للنّازلين إذا ما أنزلوا شبعوا (2)
فلا ترانا إلى حىّ نفاخرهم ... إلا استفادوا فكانوا الرّأس يقتطع
فمن يفاخرنا فى ذلك نعرفه ... فيرجع القوم والأخبار تستمع
إنّا أبينا ولا يأبى لنا أحد ... إنّا كذلك عند الفخر نرتفع (3)
قال ابن إسحاق: وكان حسان بن ثابت غائبا، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلما انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام شاعر القوم، فقال ما قال، أعرضت فى قوله، وقلت على نحو ما قال، فلما فرغ الزبرقان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: قم يا حسّان فأجب الرجل فيما قال" [فقام] حسان فقال:
إن الذّوائب من فهر وإخوتهم ... قد بيّنوا سنّة للناس تتّبع (4)
يرضى بهم كلّ من كانت سريرته ... تقوى الإله وكلّ الخير يصطنع
قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوّهم ... أو حاولوا النّفع فى أشياعهم نفعوا
سجيّة تلك منهم غير محدثة ... إنّ الخلائق- فاعلم- شرّها البدع (5)
إن كان فى الناس سبّاقون بعدهم ... فكلّ سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يرقع الناس ما أوهت أكفّهم ... عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا (6)
إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهم ... أو وازنوا أهل مجد بالنّدى متعوا (7)
(1) هويا: سراعا.
(2) الكوم: جمع كوماء، وهى الناقة العظيمة السنام، وعبطا: أى من غير علة، تقول: مات فلان عبطة، واعتبط فلان- بالبناء للمجهول- إذا مات شابّا أو من غير علة، والأرومة: الأصل.
(3) انظر: سيرة ابن هشام (4/ 224، 226) بتحقيق محيى الدين عبد الحميد.
(4) الذوائب: الأعالى، واحدتها: ذؤابة، وأراد هاهنا السادة.
(5) السجية: الطبيعة والخليقة.
(6) أوهت: أضعفت وهدمت.
(7) متعوا: زادوا وظهروا عليهم، تقول: متع النهار؛ إذا ارتفع.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 431