responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 430
محمد جئناك نفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا. قال:" قد أذنت لخطيبكم فليقل" فقام عطارد بن حاجب فقال: الحمد لله الذى له علينا الفضل والمنّ وهو أهله، الذى جعلنا ملوكا، ووهب لنا أموالا عظاما، نفعل فيها المعروف، وجعلنا أعزّة أهل المشرق، وأكثره عددا، وأيسره عدّة. فمن مثلنا فى الناس؟ ألسنا برءوس الناس وأولى فضلهم؟ فمن فاخرنا فليعدد مثل ما عددنا، وإنا لو نشاء لأكثرنا الكلام، ولكن نخشى من الإكثار فيما أعطانا، وإنا نعرف بذلك، أقول هذا لأن تأتوا بمثل قولنا، وأمر أفضل من أمرنا، ثم جلس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شمّاس- أخى بنى الحارث بن الخزرج-:" قم فأجب الرجل فى خطبته". فقام ثابت، فقال:
" الحمد لله الذى السماوات والأرض خلقه، قضى فيهن أمره، ووسع كرسيّه علمه، ولم يك شىء قط إلا من فضله، ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكا، واصطفى من خيرته رسولا أكرمه نسبا، وأصدقه حديثا، وأفضله حسبا، فأنزل عليه كتابه، وائتمنه على خلقه، فكان خيرة الله من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به، فآمن برسول الله المهاجرون من قومه وذوى رحمه، أكرم الناس أحسابا، وأحسن الناس وجوها، وخير الناس فعالا، ثم كان أول الخلق إجابة- واستجاب لله حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- نحن، فنحن أنصار الله، ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا، فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه فى الله أبدا، وكان قتله علينا يسيرا، أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم وللمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم.
فقام الزبرقان بن بدر يقول:
نحن الكرام فلا حىّ يعادلنا ... منا الملوك وفينا تنصب البيع (1)
وكم قسرنا من الأحياء كلّهم ... عند النّهاب وفضل العزّ يتّبع
ونحن نطعم عند القحط مطعمنا ... من الشّواء إذا لم يؤنس القزع (2)

(1) البيع: مواضع الصلوات والعبادات، واحدتها: بيعة.
(2) القزع: سحب رقيق يكون فى الخريف، واحدته: قزعة، بفتح القاف والزاى فيهما.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 430
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست