اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 169
والغيب فى الشرع: كل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما لا يقع تحت الحسّ فى عالم الشهادة، كعذاب القبر، والحشر، والنشر، والصراط، والميزان، وصفات البارى جل وعلا، ونحو ذلك.
والإيمان بهذا الغيب من صفات المتقين، وهو دليل على حسن استعداد النفوس لتلقى حقائق الدين والتصديق بها والعمل لها، ولهذا جاء فى صدر هذه الصفات وهو أفضل أنواع الإيمان وأعلاها.
قال سعيد بن منصور: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسا فذكرنا أصحاب النبىّ صلى الله عليه وسلم وما سبقونا به. فقال عبد الله: إنّ أمر محمد صلى الله عليه وسلم كان بيّنا لمن رآه، والذى لا إله غيره ما آمن أحد قط إيمانا أفضل من إيمان بغيب، ثم قرأ: الم [1] ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [2] الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ إلى قوله: الْمُفْلِحُونَ وهكذا رواه ابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم فى" مستدركه" من طرق عن الأعمش وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه [1].
وروى أحمد وابن مردويه فى" تفسيره" بسنده واللفظ له عن صالح بن جبير قال:
قدم علينا أبو جمعة الأنصارى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المقدس يصلى فيه، ومعنا يومئذ رجاء بن حيوة رضى الله عنه، فلما انصرف خرجنا نشيعه، فلما أراد الانصراف قال: إن لكم جائزة وحقا، أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلنا: هات رحمك الله. قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة، فقلنا: يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا؟ آمنا بالله واتبعناك. قال:" ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحى من السماء، بل قوم بعدكم يأتيهم كتاب من بين لوحين يؤمنون به ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا مرتين" [2]. [1] رواه الحاكم (2/ 286) وهو موقوف على ابن مسعود وصحح إسناده ابن حجر. انظر: تفسير الكشاف بتخريج ابن حجر (1/ 38). [2] رواه الطبرانى فى" الكبير" (4/ 23).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 169