اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 170
وروى الحسن بن عرفة العبدى قال: حدثنا إسماعيل بن عيّاش الحمصى، عن المغيرة بن قيس التميمى شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أى الخلق أعجب إليكم إيمانا؟ قالوا: الملائكة. قال: وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم. قالوا: فالنبيون.
قال: وما لهم لا يؤمنون والوحى ينزل عليهم؟ قالوا: فنحن. قال: وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن أعجب الخلق إليّ إيمانا لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيها [1]. قال أبو حاتم الرازى: المغيرة بن قيس المصرى منكر الحديث. وقال الحافظ ابن كثير تعقيبا على هذا: لكن قد روى أبو يعلى فى" مسنده"، وابن مردويه فى" تفسيره"، والحاكم فى" مستدركه" من حديث محمد بن حميد- وفيه ضعف- عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم بمثله أو نحوه، وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد روى نحوه عن أنس بن مالك مرفوعا والله أعلم.
قال الطبرى: وحدثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنى ابن أبى جعفر عن أبيه عن العلاء بن المسيب رافع عن أبى إسحاق عن أبى الأحوص عن عبد الله قال: الإيمان التصديق.
ومعنى الإيمان عند العرب: التصديق، فيدعى المصدّق بالشىء قولا مؤمنا به، ويدعى المصدق قوله بفعله مؤمنا، ومن ذلك قول الله جل ثناؤه: وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ [يوسف: 17] يعنى: وما أنت بمصدّق لنا فى قولنا.
وقد تدخل الخشية لله فى معنى الإيمان الذى هو تصديق القول بالعمل. والإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق الإقرار بالفعل، وإذا كان ذلك كذلك، فالذى هو أولى بتأويل الآية، وأشبه بصفة القوم أن يكونوا موصوفين بالتصديق بالغيب قولا واعتقادا وعملا، إذ كان جل ثناؤه لم يحصرهم من معنى الإيمان على معنى دون معنى، بل أجمل وصفهم به من غير خصوص شىء من معانيه، أخرجه من صفتهم بخبر ولا عقل. [1] رواه الطبرانى فى" الكبير" (12/ 68) عن ابن عباس رضى الله عنهما.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 170