responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 168
وأما عقاب الدنيا، فيجب أن يستعان على اتقائه بالعلم بسنن الله تعالى فى هذا العالم، ولا سيما سنن اعتدال المزاج وصحة الأبدان- وأمثلتها ظاهرة- وسنن الاجتماع البشرى. فاتقاء الفشل والخذلان فى القتال يتوقف على معرفة نظام الحرب وفنونها، وإتقان آلاتها وأسلحتها التى ارتقت فى هذا العصر ارتقاء عجيبا، [وهو المشار إليه بقوله تعالى وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ [الأنفال: 60] [1]، كما يتوقف على أسباب القوة المعنوية، من اجتماع الكلمة، واتحاد الأمة، والصبر والثبات، والتوكل على الله، واحتساب الأجر عنده [2].

الإيمان بالغيب: (3)
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) الإيمان فى اللغة: التصديق، ويتعدّى بالباء واللام.
وفى الشرع: التصديق الجازم المقترن بإذعان النفس وقبولها وتسليمها بما أشار إليه حديث جبريل عليه السلام حين قال للنبى صلى الله عليه وسلم: فأخبرنى عن الإيمان؟ قال:" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" [4] وهو مروى بطوله فى الصحاح.
وآية الإيمان: العمل. وفى كتب العقائد والفرق تفصيلات وتفاريع وكلام طويل عن الإيمان وما يتّصل به، وفى آيات القرآن الكريم بيان واف لحقيقة الإيمان الشرعى وعلاماته، وكل ما يتصل به سنعرض له فى موضعه إن شاء الله تعالى.
والغيب فى اللغة: كل ما غاب عنك، والغيابة الأجمة وهى مجتمع الشجر يغاب فيه. ويسمّى المطمئن من الأرض: الغيب لأنه غاب عن البصر [5].

[1] ما بين معقوفتين ساقط من مقال الإمام وقد أثبته هنا لأهميته فى الكلام كما نرى.
[2] انظر: تفسير المنار (1/ 125).
(3) نشرت فى مجلة (الشهاب) الشهرية فى العدد الرابع الصادر فى غرة ربيع الآخر 1367 هـ- فبراير سنة 1948 م.
[4] رواه أحمد (1/ 85) ومسلم (93) والترمذى (173) والنسائى فى" المجتبى" (5005) وابن حبان (173) وأبو يعلى (242) والبيهقى فى" الشعب" (278) عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
[5] انظر: المعجم الوسيط (2/ 667).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست