اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 167
وإن أقسم عليها أبرّته، وإن غاب عنها حفظته فى نفسها وماله" [1].
وقال سهل بن عبد الله ([2]):" لا معين إلا الله، ولا دليل إلا رسوله، ولا زاد إلا التقوى، ولا عمل إلا الصبر عليه، ومن أراد أن تصح له التقوى فليترك الذنوب".
وقال طلق بن حبيب:" التقوى عمل بطاعة الله على نور من الله مخافة عقاب الله".
وكان أبو الحسين الزّنجانى يقول:" من كان رأس ماله التقوى كلّت الألسن عن وصف ربحه".
وقيل: أصل التقوى: اتقاء الشرك، وبعده: اتقاء المعاصى والسيئات، وبعده: اتقاء الشبهات.
وقال فى" تفسير المنار" ما خلاصته: معنى اتقاء الله تعالى: اتقاء عذابه وعقابه، وإنما تضاف التقوى إلى الله تعالى تعظيما لأمر عذابه وعقابه، وإلا فلا يمكن لأحد أن يتقى ذات الله تعالى، ولا تأثير قدرته، ولا الخضوع الفطرى لمشيئته، فالمتقى هو من يحمى نفسه من العقاب، ولا بد فى ذلك أن يكون عنده نظر ورشد يعرف بهما أسباب العقاب والآلام فيتقيها.
والعقاب الإلهى الذى يجب على الناس اتقاؤه قسمان: دنيوى، وأخروى. وكل منهما يتّقى باتقاء أسبابه وهى أمران: مخالفة دين الله وشرعه، ومخالفة سنته فى نظام خلقه.
فأما عقاب الآخرة، فيتّقى بالإيمان الصحيح، والتوحيد الخالص، والعمل الصالح، واجتناب ما ينافى ذلك من الشرك والكفر والمعاصى والرذائل، وذلك مبين فى كتاب الله وسنة رسوله، وأفضل ما يستعان به على فهمهما واتباعهما: سيرة السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة الأوّلين من آل الرسول صلى الله عليه وسلم [3] وعلماء الأمصار. [1] رواه ابن ماجة (1857) والطبرانى فى" الكبير" (8/ 222) وعبد الرزاق (20605) عن أبى أمامة رضى الله عنه. وضعف إسناده الألبانى فى" ضعيف الترغيب والترهيب" برقم (1205). [2] هو أبو محمد سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رفيع التسترى، أحد أئمة التصوف وعلمائهم والمتكلمين فى علوم الرياضات والإخلاص وعيوب الأفعال. توفى سنة 283 هـ، وقيل: 293 هـ.
انظر: طبقات الصوفية ص 48. [3] بين الإمام ابن القيم رحمه الله أن آل المصطفى صلى الله عليه وسلم، لا يعنى أهل بيته من نسبه وصهره فقط، بل يشمل كل مؤمن آمن برسالته وعمل بها. انظر: (جلاء الأفهام فى الصلاة على خير الأنام) لابن القيم.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 167