اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 166
قال القرطبى: التقوى يقال أصلها فى اللغة: قلة الكلام. حكاه ابن فارس، قلت:
ومنه الحديث:" التّقىّ ملجم والمتّقى فوق المؤمن والطائع" [1] وهو الذى يتّقى بصالح عمله وخالص دعائه عذاب الله تعالى، مأخوذ من اتّقاء المكروه مما تجعله حاجزا بينك وبينه. قال الشاعر:
فألقت قناعا دونه الشمس واتقت ... بأحسن موصولين كف ومعصم
وخرّج أبو محمد عبد الغنى الحافظ من حديث سعيد بن زربى أبى عبيدة عن عاصم بن بهدلة عن زرّ بن حبيش عن ابن مسعود قال:" قال يوما لابن أخيه: يا ابن أخى ترى الناس ما أكثرهم! قال: نعم. قال: لا خير فيهم إلا تائب أو تقى، ثم قال: يا ابن أخى:
ترى الناس ما أكثرهم! قلت: نعم. قال: لا خير فيهم إلا عالم أو متعلم".
وقال أبو يزيد البسطامى ([2]):" المتقى من إذا قال قال لله، ومن إذا عمل عمل لله".
وقال أبو سليمان الدارانى ([3]):" المتقون الذين نزع الله من قلوبهم حب الشهوات" وقيل: المتقى الذى اتقى الشرك وبرئ عن النفاق. قال ابن عطية: وهذا فاسد، لأنه قد يكون كذلك وهو فاسق.
وسأل عمر بن الخطاب رضى الله عنه أبيّا [ابن كعب] عن التقوى. فقال: هل أخذت طريقا ذا شوك؟ قال: نعم. قال: فما عملت فيه؟ قال: تشمّرت وحذرت. قال:
فذاك التقوى .. والتقوى فيها جماع الخير كله، وهى وصية الله فى الأولين والآخرين، وهى خير ما يستفيده الإنسان [4] ..
وروى ابن ماجة فى سننه عن أبى أمامة عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:" ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرّته، [1] ذكره القرطبى فى تفسيره (1/ 161) ولم أقف على أصله. [2] هو أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامى وكان جده مجوسيا وأسلم، وهو من أهل بسطام- بلد على الطريق إلى نيسابور- وكان له أخان من الزهاد، وتوفى سنة 261 هـ. انظر: طبقات الصوفية ص 18، 19. [3] هو أبو سليمان عبد الرحمن بن عطية الدارانى. ودارية قرية من قرى الشام، توفى سنة 215 هـ. انظر:
طبقات الصوفية ص 20. [4] انظر: تفسير القرطبى (1/ 161 - 162).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 166