responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 158
رغم ما كان فيهم من أنبياء، وما أنزل الله عليهم من كتب، ولقد عرفت عبادة البقر فى معظم القارة الآسيوية، كذلك بين الآشوريين والبابليين والإيرانيين والهنود، ولا زالت إلى اليوم معبود الهندوس الأعظم، وسرى إلى العرب شىء من هذه العقيدة، فكان عنها السائبة والبحيرة والوصيلة والحامى وما يتّصل بها من شعائر، ولقد استمر ظل هذه العقائد الفاسدة ممتدّا حتى وصل إلى بعض المجتمعات الإسلامية، وكنا نسمع إلى وقت قريب عن (عجل السّيّد [1]) ونظرائه فى كثير من البلاد.
ولهذا كان من اللازم: أن تحارب هذه العقيدة، وأن تجتثّ من أصولها، وأن تسمّى أطول سورة فى القرآن باسم الجزء الذى تعرض للبقرة منها، وفيه الأمر بذبحها بأيدى الذين سرى إلى نفوسهم تقديسها وتكريمها من بنى إسرائيل تقليدا للمصريين، ونقلا عن شرائعهم حينذاك، والله أعلم [2].

استعراض عام للمقاصد الكلية فى السورة الكريمة:
من الخير أن نضع بين يدى الناظرين فى كتاب الله تبارك وتعالى هذه الصورة المجملة لمقاصد السورة المباركة بأرقام الآيات حتى تكون مفتاحا للتدبر والتفكّر حين التلاوة، ومعوانا على الدرس والبحث فنقول: بدأت هذه المقاصد فى السورة الكريمة بمقدمات عامة خلاصتها:
حكمة الاستفتاح بالحروف المفردة، الآية: [1]، ثم عرض الدعوة ممثلة فى كتاب حق، الآية: [2]، ثم بيان موقف الناس منها، وتقسيمهم إلى: مؤمنين وكافرين ومنافقين، وصفات كل قسم وخصائصه، الآيات: ([2] - 20)، وعموم الدعوة إلى عبادة

[1] يقصد ب (عجّل السيد): أى السيد أحمد البدوى، صاحب الضريح المشهور فى طنطا بمصر، وكان الناس ينذرون عجلا يذبح للسيد البدوى، ولا يقربونه ولا يأكلون منه، بحجة أنه عجل منذور للسيد.
وكادت- والحمد لله- أن تنتهى هذه العادة نهائيا من مصر، وذلك بفضل الله، ثم بجهود الصحوة الإسلامية ودعاتها، ودعوة العلماء إلى التوحيد الخالص من شوائب الشرك.
[2] ويقول الشيخ صلاح أبو إسماعيل رحمه الله فى حكمة أمر الله لهم بذبح بقرة:" إن الله عز وجل أراد أن يعلم بنى إسرائيل درسا فى العقيدة، فهم قد عبدوا العجل، والبقرة أم العجل، والوليد أضعف من الأم، فإذا ما ذبحت الأم أمام الوليد ولم تملك أن تدفع عن نفسها ضرا ولا نفعا، هنالك يعلم من عبدوا العجل: أنهم على ضلال". انظر:" اليهود فى القرآن" للشيخ صلاح أبو إسماعيل ص 25 بتصرف.
طبعة جمعية الشيخ عبد الله النورى الخيرية بالكويت. ودار الصحوة بالقاهرة.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست