اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 157
وفى كتاب" الاستيعاب" [1] لابن عبد البركان لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من شعراء الجاهلية، أدرك الإسلام فحسن إسلامه، وترك قول الشعر فى الإسلام، وسأله عمر فى خلافته عن شعره، فقال: ما كنت لأقول بيتا من الشعر بعد إذ علمنى الله البقرة وآل عمران. فأعجب عمر قوله، وكان عطاؤه ألفين فزاده خمسمائة. وقد قال كثير من أهل الأخبار: إن لبيدا لم يقل شعرا منذ أسلم، وقال بعضهم: لم يقل فى الإسلام إلا قوله:
الحمد لله إذ لم يأتنى أجلى ... حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
وفى" موطأ مالك": أنه أبلغه أن ابن عمر مكث على سورة البقرة ثمانى سنين يتعلمها [2].
وذكر أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الحافظ فى كتابه المسمى (أسماء من روى عن مالك) عن مرداس بن محمد بن بلال الأشعرى قال: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: تعلّم عمر البقرة فى اثنتى عشرة سنة، فلما ختمها نحر جزورا شكرا لله [3].
حكمة التسمية:
قال المفسرون: سميت بهذا الاسم لما ورد فيها من ذكر قصة (البقرة)، ويبدو لى: أن الحكمة فى هذه التسمية أعمق من هذا الذى ذكر- ولعلها لفت النظر إلى هدم هذه العقيدة فى نفوس الناس- عقيدة تقديس البقرة وعبادتها من دون الله، والمقصد الأول من الأديان، وبالتالى من إنزال القرآن: تقرير وحدانية الله تبارك وتعالى، وصرف وجوه عباده وقلوبهم إليه، وتنزيهه عن كل ما لا يليق بجلاله، ولقد كانت البقرة أوفر أنواع الحيوان حظّا من عبادة البشر وتقديسهم، فالتاريخ يحدثنا عن قدماء المصريين، وكيف كانوا يبالغون فى تقديس هذا الحيوان وعبادته، ويعنون أشد العناية باختيار العجل (أبيس) بشروط خاصة، وكيفيات خاصة حتى سرت منهم هذه العادة إلى الإسرائيليين [1] انظر:" الاستيعاب" لابن عبد البر بهامش الإصابة (3/ 324، 329) دار صادر. و" أسد الغابة" لابن الأثير (4/ 261، 262). [2] ذكره البيهقى فى" الشعب" (1956) ومالك فى الموطأ (477). [3] رواه البيهقى فى" الشعب" (1957) عن ابن عمر.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 157