responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 107
آخر، فليس للقرآن أن يقول: إنه من طين، أو صلصال كالفخار، حتى لا يصطدم بالكشوف العلمية، وفاتهم: أنهم لم يحيطوا بما قال" داروين" [1]، ولم يطالعوا ما كتب خصوم نظريته فى هدمها وإبطالها، وبخاصة فى هذه الناحية بالذات، وما ذكره بعض العلماء من نظريات تعاكسها تماما. كما فاتهم سرّ تركيب القرآن فى قوله: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ [السجدة: 7 - 9]. وفى قوله: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً [نوح: 13، 14] والحق والإنصاف: أن يسلّموا بصدق هذه الآيات الكريمة تمام الصدق، وأن ينتظروا ما ينتهى إليه علم الناس، ثم ينظروا بعد ذلك (وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ) (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) وهذه إشارة عابرة إلى الموضوع يأتى تفصيلها فى موضعه إن شاء الله [2].

ج- فى السمعيات وصفات الله تبارك وتعالى:
ومما يلحق بذلك ويشبهه ما ذكره القرآن الكريم مما يسمّى فى اصطلاح النظّار والمؤلفين بالسمعيات. ومن ذلك الجن، والملائكة، وأحوال الموت، والقبر، والبعث والجزاء، والجنة والنار ... الخ ... ثم صفات الله تبارك وتعالى.
فلقد تناول القرآن الكريم هذه الموضوعات بكثير من الاستفاضة والإسهاب. فذكر الجن فى عدة مواطن، ووصفهم بالفقه والفهم والإيمان، والقدرة على ما يعجز عنه البشر فى كثير من الأحيان، وذكر الملائكة ووصفهم بأوصاف عدة فى كثير من الآيات، وأفاض

[1] لم يتلق العلماء الأوربيون نظرية داروين بالتسليم كما تلقاها- وقت انتشارها- كثير من العرب، وقد رد على نظرية داروين عدد كبير من علماء أوربا ممن لهم ثقلهم فى العلوم التجريبية، انظر هذه الردود والمناقشات فى كتاب: (الإنسان فى القرآن الكريم) ص 68 - 128 للأستاذ عباس محمود العقاد. وانظر فى رأى الدين فى نظرية داروين ومناقشتها كذلك كتاب: (الإسلام فى عصر العلم) لمحمد فريد وجدى ص 797 - 808.
[2] عاد الإمام البنا لتناول هذه القضية بتفصيل عند تفسيره لسورة الرعد، وفى رسالته (فى صميم العقيدة:
الله جل جلاله) فى مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية. ولمزيد من التفصيل فى هذه القضية انظر:
كتاب (العلم والعقل فى القرآن) للدكتور يوسف القرضاوى. وكتاب (كيف نتعامل مع القرآن) للشيخ محمد الغزالى، وكتاب (كيف نتعامل مع القرآن العظيم) للدكتور القرضاوى.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست