responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن المؤلف : عبد السلام أحمد الراغب    الجزء : 1  صفحة : 230
الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ ... الرحمن: 19 - 24.
ويقول أيضا: وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ، هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً الفرقان: 53.
ويكتمل تصوير مشهد البحار، بمشهد السفن والبواخر الجارية فوقها، بما تحمله من أثقال وأحمال ومشهد آخر ملتقط من أعماقها وهو مشهد اللؤلؤ والمرجان والجواهر الثمينة.
ويتّضح من خلال هذا التصوير الفني، تسخير هذه البحار للإنسان بقدرة الله سبحانه وتعالى، وأحيانا تلجأ الصورة إلى تجميد مشهد السفن والبواخر على ظهر البحر، على سبيل التخييل، لإظهار قوانين الله المبثوثة في البحار، وفضل الله على الإنسان، يقول الله تعالى في ذلك: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ، إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ، فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ، أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ الشورى: 32 - 34.
فالصورة هنا تبدأ برسم حركة السفن وهي جارية بأحمالها الثقال كالجبال، بتدبير الله وتسخيره، كما ترسمها في حالة متخيلة، وهي جامدة ثابتة في المشهد، لا تتحرك من مكانها، بعد توقيف الله لقوانينه، في تسييرها بدفع الرياح لها، أو بحسب قانون الطفو. في البحار، فتسقط محطمة، غارقة في أعماق البحار بسبب ذنوب ركابها.
وفي هذا التصوير نلاحظ الحركة الأفقية للسفن، وهي الصورة المألوفة، ثم سكون الحركة وتجميدها كي تنطبع صورة قوانين الله من خلال تجميد الحركة في المشهد، ثم تتبعها حركة معاكسة في أعماق البحار للسفن وهي غارقة بركابها، لتحقيق الأثر النفسي من التصوير، مما هو مشاهد أحيانا من غرق السفن، وإغراق الركاب جميعا.
ثم ننتقل من تصوير مشاهد الطبيعة الصامتة في السماء والأرض والجبال والبحار والأنهار والنباتات، والثمار والأشجار وغير ذلك وما رأينا فيها من دلالة على قدرة الله، وبديع صنعه، إلى تصوير مشاهد الطبيعة الصائتة وما فيها من المخلوقات العجيبة في أشكالها وألوانها، وأحجامها ... حتى يكتمل تصوير الطبيعة بمشاهدها الصامتة والصائتة معا، لبيان قدرة الله في الخلق والإبداع، وتحقيق الوظيفة الدينية من التصوير. فمخلوقات الله

اسم الکتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن المؤلف : عبد السلام أحمد الراغب    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست