اسم الکتاب : المعونة على مذهب عالم المدينة المؤلف : القاضي عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 471
باب: فيمن أكل أو شرب أو خرم الإمساك ناسيًا وهو صائم (1)
ومن أكل أو شرب أو خرم الإمساك المأمور به سهوًا، فقد أفسد صومه وعليه القضاء في الفرض [2] خلافًا لأبي حنيفة والشافعي [3] لقوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [4] وهذا غير متمم، ولأنه مكلف حصل آكلًا في نهار رمضان كالعامد، ولأن السهو نوع من الأعذار [5]، فلم يمنع إفساد الصوم بوقوع ما منع منه في عمده [6] أصله المرض، ولأن الإمساك أحد ركني الصوم فكان تركه سهوًا في إفساده كتركه عمدًا أصله النية.
فصل [[1] - تعجيل الإفطار وتأخير السحور]:
ويستحب تعجيل الإفطار وتأخير السحور [7] لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" [8]، وروي: "أنه صلى الله عليه وسلم كان يتسحر ثم يقول إلى صلاة الغداة، قال أنس [9]: كان بين ذلك قدر [1] عنوان الفصل في (م). [2] انظر: المدونة: 1/ 185، التفريع: 1/ 305، الرسالة ص 161، الكافي ص 125. [3] انظر: مختصر الطحاوي ص 54، الإقناع ص 75. [4] سورة البقرة، الآية: 187. [5] في (ق): ولأن الشهر نوع من الأعداد. [6] في (ق): في غيره. [7] انظر: الموطأ: 1/ 288 - 289، الرسالة ص 160. [8] أخرجه البخاري في الصوم، باب: تعجيل الإفطار: 2/ 241، ومسلم في الصيام، باب: فضل السحور وتأكيد استحبابه: 2/ 771. [9] أنس: بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرمي، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خدمه عشر سنين، مشهور، مات سنة اثنتين، وقيل: ثلاث وتسعين، وقد جاوز المائة (تقريب التهذيب ص 115).
اسم الکتاب : المعونة على مذهب عالم المدينة المؤلف : القاضي عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 471