اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 84
ومن هذه المفاهيم أَلَّا يعارض قاطعاً عقلياً، ولا حقيقة علمية، كما لا يعارض قاطعاً شرعياً أَو حقيقة دينية سواء بسواء.
وهذا ما جعل علماءَنا من قديم يشترطون لصحة الحديث سلامته من الشذوذ والعلة القادحة، وقد يكون ذلك في المتن كما يكون في السند، وبذلك سبقوا ما هو مقرر اليوم في نقد النصوص والروايات من حيث مضمونها، وهو ما يسمونه: النقد الداخلي للنص.
وهذا أَمر ثابت، ولكن بعض الناس يبالغون في استخدامه، فيردون كل ما تستبعده عقولهم المحدودة بحدود زمانهم وبيئتهم، وينسون أَن الدين إنما يقوم أَول ما يقوم على الإِيمان بالغيب.
من أَجل هذا تركت بعض الأَحاديث التي قد تقبل من ناحية السند، ولكنها تحوي في متنها ما يوجب التوقف، فلم أُدخلها في هذا (المنتقى).
مثال ذلك: حديث ابن ماجه: "اللهم من آمن بي وصدقني، وعلم أَن ما جئت به هو الحق من عندك، فأَقلل ماله وولده، وحبب إليه لقاءَك، وعجل له القضاء. ومن لم يؤمن بي، ولم يصدقني، ولم يعلم أَن ما جئت به هو الحق من عندك، فأَكثر ماله وولده، وأَطل عمره" وقد رواه أَيضاً بنحوه ابن أَبي الدنيا والطبراني وابن حبان في صحيحه.
وقد تركت هذا الحديث حين رأَيته ينافي نظرة القرآن والسنة إلى المال والولد، وأَنهما نِعَمٌ يثيب الله بها من يعملون الصالحات، وليست عقوبات يجازي الله بها الكفار المرتكبين للموبقات. وحسبنا قوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً.
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 84