responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 0  صفحة : 50
لك معه خوف، فتتكل على ذلك بمرة وتأْمن، وإِن نظرت من جانب الخوف، رأَيت من عظيم قدرة الله تعالى وسياسته وكحرة هيبته، ودقة أمره، وغاية مناقشته مع أوليائه وأَصفيائه، ما لا يكاد يبقى معه رجاء، فتيأس بمرة وتقنط، فتحتاج إذن أن لا تنظر إلى سعة رحمة الله فقط حتى تتكل وتأْمن، ولا إلى عظيم الهيبة والمناقشة فقط حتى تقنط وتيأَس. بل تنظر إلى هذا وإلى هذا جميعاً، وتأخذ من هذا بعضاً، ومن هذا بعضاً؛ فتركب بينهما طريقاً دقيقاً، وتسلك ذلك لتسلم، فإِن طريق الرجاءِ المحض سهل واسع عريض، وعاقبته تؤديك إلى الأَمن والخسران، وطريق الخوف المحض واسع عريض، وعاقبته تؤديك إِلى الضلال، وطريق العدل بينهما، أعني: طريق الخوف والرجاءِ، وذلك، وإن كان طريقًا دقيقاً عسراً، فإنه سبيل سالم، ومنهج بيّن يؤدي إلى الغفران والإِحسان، ثم إلى الجنان والرضوان، ولقاءِ الملك الرحمن سبحانه، أما تسمع قوله تعالى في أَبناءِ هذا السبيل (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً) [1]. ثم قال: (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُوَنَ) [2]. فتأَمل هذه الجملة جيداً، وتشمر وتنبه للأَمر، فإِنه لا يجيء بالهوينا، والله ولي التوفيق".

[1] سورة السجدة: 16.
[2] سورة السجدة: 17.
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 0  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست