اسم الکتاب : أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية تاج العروس نموذجا المؤلف : القادوسي، عبد الرازق بن حمودة الجزء : 1 صفحة : 46
قرأ الجمهور بكسر الحاء من (ضحك)، ولكن الزبيدي يروي قراءة الفتح فيقول: "قُرِئَ بفَتْحِ الحاءِ فقِيلَ هو مُخْتَصٌّ بمَعْنى حاضَ، وقِيلَ: إِنَّها لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ في ضَحِكَ بكسرِها". [التاج: ضحك]
ولم تذكر المعاجم قبل الزبيدي (ضَحَكَ) بفتح الحاء كلغة ثانية في الفعل، وإذا كان ابن جني ذكر قراءة الفتح هذه إلا أنه أنكرها فقال: "وليس في اللغة (ضَحَكَتْ) وإنما هو (ضَحِكَتْ) أي حاضت" [1]. ويعد الزبيدي أول من أدخل هذه القراءة في المعجم العربي، وقد استفادها من قراءة محمد بن يزيد الأعرابي، والتي ذكرها كل من الزمخشري [2]، وأبي حيان [3]، والسمين الحلبي [4].
وإهمال المعاجم لها يدل على ندرتها وشذوذها، ومجيؤها عن أعرابي يطرد والرأي القائل بميول الأعراب إلى السهولة في النطق، فَتَخَلَّصَ من كسر الحاء إلى فتحها لتماثل ما قبلها وما بعدها.
• " يَقْنِطُ " [5]: قراءة في قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [6]. [التاج: قنط].
قرئت الآية بفتح النون وبكسرها. يقول السمين: "وفي الماضي لغتان: (قَنِطَ) بكسر النون (يَقْنَظ) بفتحها، و (قَنَطَ) بفتحِها (يَقْنِط) بكسرِها، ولولا أنَّ القراءةِ سُنَّةٌ متبعةٌ لكان قياسُ مَنْ قرأ "يَقْنَطُ" بالفتح أن يقرأَ ماضيَه "قَنِطَ" بالكسر، لكنهم أَجْمعوا على فتحِه في قولِه تعالى في قوله: {مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ} والفتحُ في [1] المحتسب: 2/ 323، 324. [2] انظر الكشاف: 2/ 411. [3] انظر البحر المحيط: 5/ 236. [4] انظر الدر المصون: 8/ 316. [5] الكسر قراءة أبي عمرو والكسائي، والفتح قراءة الباقين، انظر: السبعة لابن مجاهد: 220، والحجة لابن خالويه: 133، والعنوان: 20، والإتحاف: 492. [6] الحجر: 56.
اسم الکتاب : أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية تاج العروس نموذجا المؤلف : القادوسي، عبد الرازق بن حمودة الجزء : 1 صفحة : 46