responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 517
هجرتك حتى قيل ما يعرف القلى وزرتك حتى قيل ليس له صبر
فهذا الكلام يحتمل أن يكون "ما" فيه بمعنى الذي، وما بعده صلته له، ويكون الضمير العائد الذي مجرورا؛ لأن المعنى: الذي يعرفه القلي، ويحتمل أن يكون "ما" نفيا، ويكون المعنى أنه ليس يعرف ما في القلى، من الشدة والعذاب أي هو هين عليه، لا يهتم منه ولا يبالي به؛ فلذلك يقلي، وسمعناه على وجه آخر، وهو:
وصلتك حتى قيل لا يعرف القلى وزرتك حتى قيل ليس له صبر
والوصل غير الزيارة.
وأما قوله: قال "الفراء": كلام العرب، إذا عرض عليك الشيء أن تقول: توفر، بالفاء، ولا تقل: توثر؛ فإن معنى "توفر" بالفاء من الوفور، أي نفر عليك مالك، ونحمدك من غير أن نرزأك. ومعنى "توثر" بالثاء، أي نؤثرك بما عرضت علينا، على أنفسنا، ونحمدك مع إيثارنا إياك. وكلاهما صحيح المعنى، ليس فيهما خطأ. وليس يلزم أحدا ألا ينطق إلا بما تكلمت به العرب، بل واجب أن يتكلم بكل صواب، وإن لم يتكلموا به.
وأما قوله: إن فعلت كذا وكذا فبها ونعمت، بالتاء؛ فإن العامة تقول: نعمة، وتقف بالهاء، وينبغي أن يكون ذلك عند "ثعلب" هو الصواب، وأن تكون التاء خطأ؛ لأن/ الكوفيين يزعمون أن "نعم وبئس" اسمان، والأسماء تدخل فيها هذه الهاء بدل تاء التأنيث وأما البصريون فيقولون: هما فعلان ماضيان، وأصلهما: نعمت وبئست، والأفعال تلحقها تاء التأنيث، ولا تلحقها الهاء. واختياره التاء في نعمت وبئست رد لمذهب "أصحابه". وهو كما ذكر، وهو قول البصريين ومعنى الكلام إن فعلت هذه الفعلة

اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 517
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست