responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 518
فبالسنة فعلت، أو بالوثيقة، ونعمت الفعلة هي، أو ونعمت الخصلة ونحو ذلك. إلا أنه كلام مختصر محذوف؛ للإيجاز معلوم غير ملبس.
وأما قوله: أرعني سمعك، أي اسمع مني؛ فإن العامة تقول: أعرني سمعك، من العارية، وليس ذلك بخطأ في العربية، وإن كان غير ما تستعمله العرب، وله معنى صحيح. فأما قولهم: أرعني سمعك، فمأخوذ من الرعي والرعاية، أي أبحني، أي أرعى سمعك، وهو كلام مستعار أيضا حسن المعنى، والفعل منه: أرعاه يرعيه إرعاء، وهو مرعيك وأنت مرعيه. والأول معناه: اجعل سمعك إلي، واستمع مني.
وأما قوله: بخصت عين الرجل، وبخسته حقه، فإن العامة تقولهما جميعا بالسين. والصاد والسين تتداخلان، إذا كانتا مع الخاء ونحوها من الحروف المستعلية والمطبقة، كالقاف والطاء. والأصل غير ذلك؛ لأن كل حرف منهما غير الآخر، ولكل واحد منهما معنى غير معنى الآخر، فقالوا: بخصت عينه، بالصاد، أي فقأتها، وهو مأخذو من بخص القدم وهو لحم باطنها، يعني أنه جعل عينه مع وجهه بخصة واحدة. يقال: بخص يبخص بخصا، وهو باخص، وهي مبخوصة. وأما بخسته حقه فمن قول الله [تعالى]: (ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) أي لا تنقصوهم حقوقهم. ومنه قيل للزرع: /بخس، إذا لم يسقه زراعه، ولكنه ينبت بالمطر، يقال: بخسته يبخسه بخسا، وهو باخس، والمفعول: مبخوس. والعامة لا تفرق بينهما. وقال "الخليل": البخص: ما ولي الأرض من تحت أصابع الرجلين، وتحت مناسم البعير والنعامة، وربما أصاب الدابة داء في بخصها، يقال: هي مبخوصة، تظلع من ذلك. قال: وبخص اليد: لحم أصول الأصابع مما يلي الراحة. والبخص في العين عند الجفن الأسفل مثل اللخص عند الجفن الأعلى.

اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 518
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست